من وسائل التفقه: الحفظ

الوسيلة الأولى منها هي: الحفظ.

والحفظ كان السلف يعنون به عناية كبيرة منذ الصغر، حفظ القرآن الكريم، ثم حفظ السنة أو بعضها، وحفظ بعض المتون، ولا زال علمائنا حتى اليوم يعتبرون أن من أساسيات طالب العلم أن يكون لديه بعض المحفوظات من المتون المهمة، ولا يغني عن الحفظ وجود وسائل معاصرة وتسهيلات معينة، فإنه لا يغني عن الحفظ، صحيح أن الحفظ لم يعد بنفس الصورة، لكن لا لازال الحفظ مهماً وأساسياً لطالب العلم، فعلى طالب العلم أن يحفظ بعض المتون ولو صغرت، أحياناً قد تجد متناً أو منظومات في الفقه أو الحديث، هل تعلمون أن الصنعاني نظم بلوغ المرام، وهذا النظم قد يكون بذاك المتانة، لأن طبيعة نظم الأحاديث، يعني فيه شيء من العسر، لكن المقصود أن كل علم من العلوم فيه متون مختصرة منثورة أو منظومة، متن في المصطلح في الفرائض في اللغة العربية، هذه المتون ليست كبيرة ولا مكلفة، ولو استطاع كل طالب أن يحفظ في إجازة من الإجازات متن في الأصول أيضاً، يكون صفحات معدودة، لحصَّل من وراء ذلك خيراً كثيراً، وأصبح يثبت علمه، والواقع أن الأشياء التي يحفظها الإنسان في صغره تبقى معه، ولهذا فمن الخير توجيه طلاب العلم في صغر سنهم إلى حفظ بعض هذه المتون، بل إن العوام في مجتمعنا إلى وقت قريب، كان العامي يعتبر أن حفظ الأصول الثلاثة، وآداب المشي إلى الصلاة من الأمور المهمة، وكان عامة الناس في المسجد يجلسون إلى الإمام ويقرءون عليه هذه المتون، فالحفظ أمر مهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015