تحذيرات نبوية

خامساً: تحذيرات نبوية: التحذير الأول: ترك الصلاة: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} وقال: {بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة} وقد اختلف أهل العلم في ذلك، فذهب بعضهم إلى أن من ترك الصلاة كفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، وقال بعضهم: هو كفر أصغر، والأقرب ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، ونسبه إلى جماعة من العلماء: أن تارك الصلاة إن تركها بالكلية، لا يصلي ليلاً ولا نهاراً، لا مع الجماعة ولا في بيته، لا في رمضان ولا في غيره، لا جمعة ولا جماعة، فهو كافر، أما إن كان يصلي ويترك ويصلي أحياناً وقد ينشغل، فهذا على خطر عظيم، وقد أتى باباً من أبواب الكبائر، ويخشى أن يختم له بسوء، وقد يجره ذلك إلى ما هو أعظم منه، لكن لا يحكم عليه بالردة والخروج من الإسلام.

التحذير الثاني: ترك الجماعة، فإن الجماعة واجبة، أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: {أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً} وقال عليه الصلاة والسلام: {صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين -وفي رواية- بخمس وعشرين درجة} إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أنه يلزم الإنسان أن يصلي مع الجماعة إذا كان صحيحاً مقيماً معافىً.

التحذير الثالث: من التساهل بالطهور، فإن المتساهل على خطر عظيم، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحسن الإنسان وضوءه لصلاته.

التحذير الرابع: من عدم متابعة الإمام، بحيث يسابقه الإنسان، فيرفع قبله، أو يسجد قبله، أو يوافقه أحياناً، فيرفع معه أو يسجد معه، مع العلم بأنه لم يسلم إلا بعد سلام الإمام، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المسابقة، وحذر منها أشد التحذير، وفي حديث البراء بن عازب -في الصحيح- قال: {كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا كنا وراءه، لم يحن أحد منا ظهره حتى تقع جبهته صلى الله عليه وسلم على الأرض، ثم يخر أحدنا بعد ذلك ساجداً} فلا تنتقل إلى الركن إلا بعد أن يتم انتقال الإمام إليه، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كما في حديث أنس {أيها الناس إنما أنا إمامكم؛ فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف فإني أراكم أمامي ومن خلفي} وفي حديث أبي هريرة أيضاً وهو في الصحيح: {أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار} وهذا من التشديد والوعيد على من فعل ذلك.

التحذير الخامس: من رفع البصر إلى السماء، خاصة حال الدعاء، وفي جميع الصلاة فإنه محرم، وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء أو لا ترجع إليهم أبصارهم} .

التحذير السادس: من مسح الحصى والأرض والتراب باليد، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: {إن كنت ولا بد فاعلا فواحدة} وقال في حديث آخر: {واحدة أو دع} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015