قراءة سورة بعد الفاتحة

خامساً: ويقرأ بعد الفاتحة سورةً، استحباباً لا وجوباً في الركعتين الأوليين من الصلاة الرباعية ومن الصلاة الثلاثية، ففي الفجر يقرأ بطوال المفصل، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في الفجر بسورة السجدة، وهل أتى على الإنسان، وقرأ بسورة ق وقرأ إذا الشمس كورت، وغالب ما يقرأ من ستين إلى المائة يقسمها بين الركعتين.

أما في الظهر فإنها أقل من الفجر، ولكنها أطول من العصر، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قرأ أحياناً في الظهر بطوال المفصل، فقرأ بالذاريات، بل قرأ في الظهر بلقمان، فثبت هذا عنه عليه الصلاة والسلام، والغالب أنه يقرأ قراءة أقل من صلاة الفجر وأطول من صلاة العصر، أما في العصر فيقرأ بأواسط المفصل كسورة النبأ والمطففين والتكوير والبروج ونحوها، أما المغرب فيقرأ أحياناً بالقصار كما في حديث سليمان بن يسار {أنه كان يقرأ بقصار المفصل، وقال أبو هريرة: أذكرني هذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم} .

ومثله حديث الصنابحي وقد ذكر أنه صلى خلف أبي بكر بالمدينة وذكر أنه وكان يقرأ في المغرب بقصار المفصل، وقد قرأ صلى الله عليه وسلم في المغرب بغير ذلك، فقرأ بالطور مرة، وقرأ بسورة المرسلات، بل قرأ بسورة الأعراف طولى الطوليين في مرة أو أكثر من ذلك، أما في العشاء فهو يقرأ فيها كالعصر بأواسط المفصل، وقد قرأ عليه الصلاة والسلام في العشاء: إذا السماء انشقت ذات مرة، وسجد فيها، وكذلك في الصحيحين من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ معاذ بن جبل: {أفتان أنت يا معاذ -لما أطال القراءة- اقرأ "بالشمس وضحاها"، "والليل إذا يغشى"، و"سبح باسم ربك الأعلى"} هذا ما يتعلق بما يقرأه الإنسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015