خصوصية المخاطبين أمر سائغ

لكن لا يمنع أن نحدث أهل الجزيرة العربية اليوم حديثاً يخصهم، والله تعالى خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم خطابا ًخاصاً في القرآن الكريم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} [الطلاق:1] مع أن المقصود الأمة كلها من ورائه، كما في قوله عز وجل مثلاً: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} [الطلاق:1] فاستفتح بقوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) ثم خاطب الأمة كلها بقوله: (إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ) ومثله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم:1] {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ} [الأحزاب:1] إلى غير ذلك من المواضع.

ويحضرني في هذا المقام قصة عبد الله بن سلام رضي الله عنه، اليهودي الذي أسلم، وقال الله فيه: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} [الأحقاف:10] لما اعتدى الناس في عهد عثمان رضي الله عنه على أمير المؤمنين، ونشأت بينهم ناشئة الفرقة والفتنة، والاختلاف والتباغض، رأى بوادر هذه الفتنة، فقام على قدمه، كما في كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد وعهدي به قديم، وإسناده فيما أذكر صحيح، وقال: [[يا أهل المدينة: لإن أحدثتم فيها حدثاً لا تساكنكم فيها الملائكة أبداً]] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015