الإسلام دين الجهاد

إن الذين التزموا بالامتناع عن الجهاد، والقتال، بل وحتى الدفاع عن أنفسهم هم المسلمون فحسب، أما الدول الكافرة ومن يدور في فلكها، وأعداء الإسلام، واليهود وغيرهم، فإنهم يمارسون ما يريدون في قضية قتال الأمم المسلمة، ونهب أراضيها، والاعتداء عليها، ويعلنون ذلك صراحة، وما تفعله إسرائيل مثلاً أمر لا يحتاج إلى بيان، بكل بساطة في رحلة آمنة هادئة.

الطيارات الإسرائيلية تضرب العراق، ثم تذهب مرة أخرى، لتضرب في تونس، ثم تضرب في لبنان، وقد تهدد أي بلد عربي بكل سهولة، ويعتبرونها رحلة للمتعة، هذا لا يستنكرونه ولا يستغربونه، ولا يرون فيه بأساً، لماذا؟ لأن الذين قاموا به ليسوا من المسلمين، ولا يُعْتَبرُ هذا إخلال بمواثيق الأمم المتحدة في نظرهم وفي مقاييسهم.

فرنسا حين تخوفت من انتصار الإسلام في الجزائر، هدد رئيس الدولة بأنه في حال انتصار الإسلام في الجزائر، أن فرنسا قد تتدخل بصورة مباشرة.

أين مواثيق الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، والحدود الدولية، وعدم التدخل في شئون الآخرين، أين هذا كله؟! الآن في السودان حيث يُوجد حكم يُعلن بعض الجوانب الإسلامية، ويخشون أن يكون هذا الحكم له جذور إسلامية، أصبحنا نجد حرباً عالمية معلنة على هذه الدولة، أين حقوق الإنسان؟! وأين مواثيق الأمم المتحدة؟! وأين قضية عدم التدخل في شئون الآخرين؟! كل ذلك ذهب أدراج الرياح، هذا خاص بالمسلمين.

إذاً: من السذاجة أن نتصور أن الإسلام ينتصر، وينتشر عن طريق الدعوة السلمية فقط، الدعوة السلمية لا بد منها، وهذا صحيح، وحتى في القتال فإن المسلم مطالب بأن يدعو هؤلاء إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم، كما في حديث بريدة في صحيح مسلم: {إذا لقيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك، فاقبل منهم، وكف عنهم وذكر الإسلام، ثم الجزية، ثم القتال} .

فنحن نقول: لسنا نقاتل الناس حتى ننهب أموالهم، لا، بل نحن ندعوهم حتى يكونوا مسلمين، نعرض عليهم الإسلام، لكن نعلم من دين الله وشرعه، ونعلم من حقائق التاريخ وتجارب الواقع أن هذا الدين لا يمكن أن يستقر أمره إلا عن طريق الطائفة المنصورة التي تحمل راية الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015