تعليق على لفظة: إني أحبك في الله

Q فضيلة الشيخ: إني أحبك في الله، ما الذي يحكم الإنسان في تصرفاته: ضميره أم نفسه، نرجو الإيضاح، وجزاك الله خيراً؟

صلى الله عليه وسلم أحبك الله الذي أحببتني فيه! وبمناسبة ذكر الأخ لهذه الكلمة فلي رأي أو وجهة نظر في هذا الموضوع، أرجو أن يتحملها الأخ لأن المقصود فيها الفائدة.

كثيراً ما نسمع عن بعض المحاضرين، أو طلاب العلم، أو المشايخ من يذكر لهم أنه يحبهم لله، وهذا لا شك بشير خير لمن أحب هؤلاء، ولست منهم، لكنني أرى أن الأولى والأفضل أن يصارح الإنسان من يحبه في الله مواجهةً، كفاحاً بينه وبينه.

لأنك حين تتأمل الأحاديث الواردة في موضوع الحب في الله وهي صحيحة، تجد أن فيها ذكر أمر النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال: إني أحب فلاناً، بأن يعلمه، قال: {اذهب فأعلمه} كما في أبي داود وغيره، وكونه عليه الصلاة والسلام أمر هذا الرجل أن يذهب ويعلم أخاه بأنه يحبه، لو تساءلنا عن الفائدة من ذلك والغرض والحكمة منه لوجدناها ظاهرة؛ لأن هذا مما يعمق الروابط بين المسلمين، وهو يتحقق بصفة أقوى إذا كان المتحابان متعارفين.

فأنا مثلاً: إذا أحببتك في الله آتيك وجهاً لوجه، وأشعرك بذلك، لأن هذا سوف يجعلك تبادلني نفس الشعور.

وحينما يقول لك شخص: إني أحبك في الله، تشعر بأن قلبك يحبه؛ لأن الأرواح كما في الصحيح: {جنود مجندة} والعوام يقولون: (القلوب شواهد) وقولهم صحيح.

فما من شخص تشعر نحوه بعاطفة حب صحيحة مستقرة ثابتة إلا وتجد عنده مثل ذلك، أو يوجد عنده مثل ذلك ولو بعدك، فإذا صارحت الإنسان بأنك تحبه في الله كان هذا أبلغ في تعميق الروابط بين المسلمين.

أما السؤال: فلا أفهم ما يقصد الأخ بالفرق بين النفس وبين الضمير، ولكنني أقول: إن الإنسان ينبغي أن يحكم عقله في الأشياء التي تحتاج إلى نظر وتأمل وتفكر وتتدبر.

ويجب أن يتأمل الأشياء التي ترتاح إليها نفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015