مقدمة عن التوازن

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن دعا بدعوته، واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد: أيها الإخوة: في مثل هذا الجو المناسب يطيب الحديث حيث يجتمع الإنسان بإخوانٍ له في الله يتحدث إليهم عن قضية مهمة من قضايا بناء الشخصية الإسلامية.

أيها الإخوة: إن الموضوع كما سمعتم يتعلق بالحديث عن التوازن في حياة المسلم؛ والمقصود بالتوازن هو: أن تتكون شخصية الإنسان المسلم تكوناً معتدلاً سليماً، بحيث لا يطغى فيها جانب على حساب جانب آخر، ولا يغفل فيها جانب بسبب الاهتمام الزائد بجوانب أخرى غيره، هذا هو التوازن في حياة وشخصية الفرد.

ومثله التوازن في بناء المجتمع؛ بحيث يتكون المجتمع المسلم من مجموعة من الأفراد المتوازنين الذين يلبون جميع الاحتياجات التي يحتاج إليها المجتمع المسلم.

وأنت إذا تأملت واقع الناس وشخصياتهم في القديم والحديث، وجدت أن هناك حقيقة يكاد أن يتفق عليها الناس كلهم، وهي حقيقة تكلم عنها العلماء المسلمون في القديم وفي الحديث، وتكلم عنها علماء النفس، والتربية، والطب وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015