Q بعد كل هذه التصورات: هل أنت مؤيدٌ لدخول المعهد الصحي أم لا؟ نرجو ذكر الأسباب في الحالتين.
صلى الله عليه وسلم أولاً: هذا سؤالٌ شجاع وطيب، ويجب أن يطرح لأن التستر على أمورنا لا أعتقد أنه يحلها، وخلاصة رأيي بالنسبة للدخول في المعهد أني لا آمر به مطلقاً ولا أنهى عنه مطلقاً، بل أقول: هذا يختلف من شخص لآخر، فهناك شاب -مثلاً- أنا أثق بقدرته على المقاومة والصبر، وقوة إيمانه وصبره -وإن كان المعصوم من عصمه الله- ودوافعه للذهاب إلى هذا العمل دوافع نبيلة، كخدمة للأمة، ومن باب إصلاح أوضاع المستشفيات، ومن باب القيام بخطوة عملية في التصحيح الذي نطالب به على كافة المجالات.
فنحن نطالب بإصلاح أوضاع المستشفى، فإذا لم يوجد الممرض المؤمن لن تصلح الأوضاع بطبيعة الحال، وإذا لم يوجد الطبيب المؤمن لن تصلح الأوضاع، وإذا لم يوجد الإداري المؤمن لن تصلح الأوضاع، وإذا لم يوجد المدير العام المؤمن لن تصلح الأوضاع، ومجرد الكلام والنقد والإنكار لا يصحح الأوضاع، فهي خطوة عملية لتصحيح الوضع، فمن كانت دوافعه من هذا القبيل، وأيضاً غرضه المحافظة على أعراض المؤمنات والمسلمات وصيانتهن، فهذه دوافع نبيلة، وأعتقد أن ذهابه حينئذٍ مما يشجع عليه.
وقد يكون هناك شاب آخر دوافعه ليست كذلك، كل ما يغريه هو العيش في مثل تلك الأجواء المختلطة؛ أو حتى قد يكون شاباً لا يريد هذا ولا ذاك، لكنه يعرف أنه إن ذهب إلى هناك أنه ضعيف المقاومة، قليل الصبر، وأنه يقول: لعلي أستقيم وأصلح وأنا بعيد فكيف إذا اقتربت! فهذا نقول له صريحة: أنج بنفسك، وباب الرزق واسع.
إذاً: نفصل بين شخص وآخر.