الحرص على بر الوالدين

الأمر الثاني: الحرص على بر الوالدين وطاعتهما، فربما ينجيك الله تعالى من الشر والسوء بسبب دعوة صالحة من أبويك، ودائماً وأبداً افعل الأسباب المادية واجعل دعاء الوالدين زاداً لك، فالأم العجوز -التي خلفتها في المنزل- احرص على إرضائها بقدر ما تستطيع، وقبِّل رأسها عند الدخول وعند الخروج، واجعلها دائماً في رضىً عنك بطيب الكلام، وتقديم ما تستطيع لها وخدمتها وطاعتها وإرضائها ولو سهرت الليل من أجل ذلك فليس بكثير أبداً، بحيث تزودك بالدعوات حتى حين تخرج إلى عملك ودراستك وأنت مسرور القلب، لأن آخر ما سمعت من البيت وأنت خارج دعوات الوالدة: يا ولدي، يحفظك الله، يساعدك الله، يبارك الله في عمرك، يردك لي سالماً، وما أشبه ذلك من الكلمات التي ترن في أذنك وتسعد قلبك؛ وقد تكون مستجابة عند ربك.

وقبل قليل أنت رأيت دعاء أم جريج وكيف أجابها الله على ولدها، فقد أجابها الله على ولدها وهو العابد الذي كان مشغولاً عن إجابتها بالصلاة! فماذا رأيك أنت لو دعت عليك أمك أنت؛ وأنت قد رفضت إجابة طلبها ليس لأنك مشغول بالصلاة أو بالقرآن؛ وإنما مشغول مع شلة من الأصدقاء الذين تقضي معهم الوقت وقد لا يكونون صالحين أحياناً، أو أنك تريد أن تذهب إلى عملك وتعرف أنت أنه لا يرضي الله، أو لأنك جالس أمام التلفاز تشاهد مسلسلاً -مثلاً- أو تستمع إلى أغنية! أليس هذا أولى بالقبول لو دعت عليك أمك؟! فحاذر دعوة الوالد أو الوالدة! فإن دعاء الوالد على ولده أو لولده لا يرد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015