مسألة تكفير مرتكب الكبيرة

Q أنا عاشق للحق، في أحد الأيام جلست مع بعض الإخوة الجزائريين فقالوا: إن الشيخ سلمان يكفر مرتكب الكبيرة، فقلت: كيف ذلك؟! فجاءوا بكلام غريب، وبعد التتبع عرفت أنهم أخذوا قطعة من كلامك في شريط "جلسة على الرصيف"؟

صلى الله عليه وسلم جزاك الله خيراً، على كل حال، والمهم أن هذا جيد، مسألة: تكفير مرتكب الكبيرة.

ماذا يحتاج منك حتى تعرف عقيدتي في مرتكب الكبيرة؟ لا يحتاج أنك تلتقط كلمة من شريط، فهذه قضية واضحة، يمكن أن تفهم من عموميات الكلام، وكما ذكرت لكم سبق أنه شرحت كتباً بأكملها، وجاءت محاضرات كثيرة، وهناك محاضرة عنوانها "مفهوم لا إله إلا الله" تكلمت فيها عن هذه المسألة.

كما أني رددت على الخوارج في مواضع لا تحصى كثرة، ومنها محاضرات عنوانها الصحوة بين الإفراط والتفريط" أو"الشباب بين الإفراط والتفريط"، "الصحوة ما لها وما عليها"، "ترشيد الصحوة" إلى آخر ذلك.

تكلمنا على الخوارج بالاسم، فما تحتاج حتى تعرف عقيدة فلان في الخوارج، أن تلتقط كلمة يمكن ألا تكون العبارة فيها محبوكة مسبوكة، إلا إن كنت صاحب هوى! أما الكلمة التي في الشريط، فيكفيك أنك ترجع إلى الكتاب، لأنه كما قلت لكم قبل قليل، الشريط يحول إلى كتاب فيصحح، وتحبك عبارته، بما لا يتسنى للمتكلم الذي قد لا يتفطن أحياناً لما يقول.

فارجع إلى الكتاب، لأن الشريط تحول إلى كتاب، وانظر تلك العبارة، كيف بينتها وأشرت إلى أن مقصودي الذين يستخفون بأحكام الله عز وجل، ويفتخرون، لأن الكلام كان عن مغني معين، وكنت أقصد في جلسة على الرصيف في الشريط، كنت أقصد مغنياً معروفاً لا داعي لذكر اسمه، له أشرطة متداولة، هذه الأشرطة وقفت عليها، فرغها لي بعض الشباب في أوراق، ووجدته يفتخر بالزنا، ويعير من لا يزني، ويسخر به، ويتمنى أن تمطر السماء مجرمين ولوطية والعياذ بالله! وأن وأن، ويبين كيف غرر بفتاة، وكيف جرها، وكيف وكيف! بكلام يعلم يقيناًَ ممن قرأ ذلك الكلام، أو سمعه، يعلم أن هذا الإنسان لا يعتبر الزنا فاحشة كما ذكر الله تعالى، ولا يؤمن، وإنما يعتبره رجولة، وفتوة وكمالاً، وينتقص من لا يفعله! ونحن نعلم أن الأنبياء، والصالحين، وغيرهم، كلهم على هذا منتقصين عند هذا الإنسان؛ لأنهم أطهار نزيهون عن مثل ذلك! فكان هذا مقصودي، فلا شك أنه قد تكون العبارة ليست محبوكة مسبوكة بشكل واضح، والمعنى واضح إذا فهمته بالكلام الذي ذكرناه قبل قليل، على طريقة ابن القيم التي أشار إليها.

لكن مع ذلك جاء الكتاب، والكتاب لعلني أقول: طبع منه بحمد لله أكثر من (250.

000) نسخة، ووزعت في كل مكان.

فلم يكن هناك مجال للاتهام، إلا إنسان يريد التشويه ونقول: سامحه الله، ولكن لا بد من بيان الحق لمن أحب أن يعرفه، أما من أحب أن يبقى على ما هو عليه فهو وما يشاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015