حول صفات الداعية

مثال آخر: قبل أسابيع تكلمت في درس عن (صناعة الحياة) وأطنبت في ذكر الأخلاق التي ينبغي للشاب الداعية أن يتحلى بها مع أهله وجيرانه وزملائه والناس والمجتمع؛ لأن هذا من أهم أسباب قبول الدعوة، وهذا الكلام إذا فهم على وجهه كلام لا غبار عليه.

الآن أنت عندما تريد أن تتكلم عن صفات الداعية، ماذا سوف تفعل؟ سوف تحشد كل ما في رأسك من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الداعية، بمعنى أنك سوف تذكر الصورة المثالية التي يتحلى بها الداعية، وهذا يعني أن لا أحد يدعو إلا إذا تحلى بهذه الصفات كلها! ما أحد قال هذا، لا.

لكن أنت تذكر كل الصفات على سبيل الاستقصاء ومع ذلك يدعو الإنسان ولو أخل ببعض هذه الصفات، فكذلك ما قلته لا يعني أنني أقول: لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر، ولا تغير، ولا، ولا، إلا إذا كنت بهذه المنزلة، لا، غَيَّر بقدر ما تستطيع.

لكن إذا سألتنا عن الأسلوب الأمثل، والطريق الذي نعتقد أنه أكثر جدوى، وأعظم نفعاً ووقعاً، فهو ذاك الذي شرحناه ووصفناه، ولا يعني أن الإنسان لا يأمر ولا ينهى ولا يدعو إلا إذا كان بهذه المثابة، بل يأمر وينهى بقدر ما يستطيع حتى ولو لم يستجب له فإنه يأمر وينهى، فليتفطن لذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015