مشاركات أخرى

أمامي مشاركات الآن جاءتني من عدد من الإخوة وهي عبارة عن قصائد، تعبر عن مواقفهم من خلال هذا الحدث الكبير، فهذه قصيدة للدكتور أحمد بن عثمان التويجري عنوانها: صيحة الجامع الكبير.

يقول: كان الجامع الكبير في قرطبة معقلاً من معاقل الإسلام العظيمة، وصرحاً من صروح الحضارة وقلَّ أن شهد التاريخ له مثيلاً، في محرابه صلى الفاتحون، وفي ساحاته تكونت حلقات الأئمة الأعلام من أمثال: أبي محمد بن حزم، وابن رشد، والشاطبي، وابن النفيس، والزهراوي، منذ خمسة قرون وهو يطل كل صباح ومساء عبر الوادي الكبير الذي يشق قرطبة يسأل الطير والنسيم والأنجم عن أحبابه -الذين هجروه وبالأمس- خُبر أن جماعةً من الأعراب في طريقها إلى مدريد فاشرأب عنقه ثم كانت هذه القصيدة يقول بين قوسين: مع الاعتذار الشديد لأعضاء الوفود فليسوا مقصودين بذواتهم: أرقُ وليلي مذ فجعت طويلُ أيلام في حمل الهوى متبول ما زلت أرقب في شذاك أحبتي فمتى سيشفى يا نسيم غليل أشقاني المحراب يسأل عنهم مذ فارقوا والمنبر المثكول والمصحف المطوي يسأل عنهم قد شاقه الترتيل والتأويل من هؤلاء القادمون أعقبة والمجد فوق ركابه محمول أم طارق ٌ تشكو القوارب بأسه والفتح في عزماته موصول من هؤلاء القادمون؟ جلودهم سمر ولكن في القلوب شهول لم يستقلوا الصافنات وإنما ركبوا بغالاً سعيهن ثقيل وتجردوا من كل أبيض صارم للمجد فيه تلألؤ وصليل جاءوا إلى مدريد بئس مجيئهم لا السعي محمود ولا مأمول جاءوا إلى مدريد كل عتادهم قول يفوح مهانة وطبول جاءوا إلى مدريد في أعناقهم شرف العروبة ويحهم مقتول يا أيها الأقصى الأبي وقد علا فوق المآذن غاصب ودخيل يا أيها الأقصى الأبي وقد جرى خلف الأعادي خائن وعميل من هؤلاء القادمون قلوبهم شتى تكاد من النفاق تزول جاءوا وخلفهم الكرامة تشتكي وبكل نادٍ وحشة وذهول جاءوا وخلفهم العروبة قطعت مزقاً وجنب المسلمين ذليل جاءوا يسوقهم الأعادي عنوة فهم لهم بين الأنام ذيول جاءوا ويا بئس المجيء كأنهم حمر تساق إلى الردى وعجول إني لأنكر هؤلاء فما هموا قومي وما أنا منهم منسول أنا من كرام العالمين صحائفي بيض ومجدي في الأنام أثيل أنا من كرام العالمين وإن جثا فوقي الصليب ومنبري مكبول قومي هم التاريخ في أعتابهم صنع الفخار وكوّن التبجيل ركبوا المنايا يوم عزت أنفسٌ فجرت بهم نوق لها وخيول وتقاسموا الدنيا فتوح شهادة وفتوح هدي ساحهن عقول لم يهتكوا عرضاً ولا أزرى بهم دنس يشين فعالهم وغلول كانوا الفضيلة في ذرى عليائها كانوا المكارم والزمان بخيل كانوا العدالة شرعهً مهدية كانوا التقى مذ أحكم التنزيل كانوا الهداية للأنام فكلهم للعالمين مبلغ ورسول أنا من أولئك يا زمان وإن غدت بيني وبينهمُ رُبى وسهول أنا منهمُ مهما تطاول بعدنا وبدا لنا بعد الرحيل رحيل أنا منهمُ ولسوف يجمع شملنا حبٌ تجذر في القلوب أصيل حبٌ تكفكف وجده غرناطة وتذوب من لوعاته إشبيل حبٌ على الإيمان شاد بناؤه جذلٌ بكل المكرمات نبيل أنا منهم ولسوف يأتي طارق ولسوف تدحر للعداة فلول ولسوف تعلو في المآذن صيحة ويجلجل التكبير والتهليل فاختر لنفسك ما تشاء فإنه يوم سيأتي يا زمان جليل بطبيعة الحال الدكتور لما قال: كانوا المكارم والزمان بخيل، يعني أنه في وقت لم يكن فيه مكارم، وإلا فمن المعروف أن الزمن ليس إلا ظرفاً للحادثات يكتب الله فيه ما يشاء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: {يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار} .

وهذا أخ آخر ذكر قصيدة للأستاذ عبد الرحمن العشماوي: يطلب مني أن ألقيها، وأعتقد أن الدكتور عبد الرحمن ألقاها، لكن لا مانع أن أقرأها استجابة لرغبة الأخ ورغبة في المشاركة: تقول أما تحب لنا السلاما أما ترجو لأمتك الوئاما ينادى للسلام وأنت تشكو كأنك قد تعشقت الخصاما يمد الغرب كفاً من وئام وأنت ترى عداوته لزاما تمهل يا حبيب القلب إني أخاف عليك بعد المدح ذاما فديتك يا منى قلبي فإني عرفت بك المحبة والغراما وأبصرت الرضا وجهي وشعري وقد ألبسته منك الوساما فديتك لا تظني أن قلبي عن الشوق المبرح قد تعامى ولكن الهموم إذا أحاطت بقلب أحدثت فيه اضطراما لو اجتمع العباد بكل أرض علي وصوبوا نحوي السهاما فلن يصلوا إلي بدون أمر يقدره الذي يغني الأناما أقلي اللوم والعتبى فإني أرى تفريق أمتنا حراما لقد أسرجت من حبي جواداً لأمتنا وألقيت الخصاما غرست لها ميادين القوافي وفي شعري نصبت لها الخياما إلى أن يقول: وما أخشى الهزائم في حروب فرب هزيمة أحيت ركاما أخاف من الهزيمة في نفوس لئلا يمسك الباغي الزماما إلى آخر ما ذكر في هذه القصيدة الجميلة جزى الله خيراً الدكتور/ أحمد على هذه المشاركة.

وفي الختام: أسأل الله تعالى أن يجمعنا على خير وبركة، وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، إنه على كل شيء قدير.

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015