قصيدة وقفة على أبواب مدريد

هذه بعث بها إليَّ، وأرسلها عبد الفاكس الشاعر عبد الرحمن العشماوي يقول: وقفة على أبواب مدريد: عذراً رُبى المجد إن القوم قد هانوا وإنهم في أيادي المعتدي لانوا عذراً فما ردهم عما يحاك لهم وعي ولا ردهم دين وقرآن عذراً فأروقة الأحزان حافلة وساحة الفرح المقتول قيعان عذراً فبحر المآسي لم يزل لجباً يموج في مائه قرش وحيتان عذراً فإن بلاد العرب لاهيةً تضج في صدرها عبس وذبيان أما ترين روابي الشعر هامدة فمالها اليوم أوراق وأغصان قصيدتي ذبلت مما يداهمها من الجفاف، وطرف الشعر سهران تنكبتها غيوم اللحن ما ابتهجت خصباً ولا استبشرت بالغيث أفنان ولوحة الصمت فيها ألف دائرة مرسومة ما لها في الفن ميزان ما لامستها يد بالرسم ماهرة ولا سقاها شراب الحبر فنان رأيت فيها خطوطاً لا حدود لها وليس يفهمها إنس ولا جان رأيت في بعضها رأساً أشبهه بحية شدها للخلف ثعبان رأيت غصناً من الزيتون تأكله رصاصة ووراء الغصن كاهان من حوله أحرف عبرية نقشت وليس فيها من الألغاز تبيان كان الغبار يواريها وحين جلا بدا لعيني شامير وديان ولاح في مداها وجه أندلس جبينه لسباق الحزن ميدان يا وجه أندلس في أفقنا سحب من الدخان وفي الأدغال بركان طارت إليك وفود العرب في فمها بوق وبين يديها الطبل رنان شامير يسخر منهم من تطلعهم إلى السراب ألا فَلْيَرْو ظمآن لو أبصرتهم عيون الداخل أمتلأت قذى وأغضت على الأشواك أجفان ولو رأى طارق تلك الوجوه لما عصاه سيف ولا عاقته أكفان كأنني بقلاع المجد قد وجمت لما أتاها بروح الذل عربان يا بؤسها أمة يسعى بحاجتها لص وبائع أفيون وسجان تُدعى إلى الملتقى باسم السلام ولم يرفع لها بين أهل الملتقى شان يقام حفل لها من حر ثروتها ولم يقدم لها في الحفل فنجان يا بؤسها أمة في الحرب خاسرةٌ ولا يفارقها في السلم خسران إن حاربت شربت كأس الهزيمة في ذلٍ وإن فاوضت فالذل ألوان أنى تقوم لها في الكون قائمة وقلبها غارق في الوهم حيران يا من رحلتم إلى مدريد قربتكم مخروقة وجراب الخصم ملآن بشراكم اليوم إسرائيل راضية عنكم وفي قلبها شكر وعرفان بشراكم اليوم أمريكا تبجلكم وفي يدي روسيا فل وريحان أما فلسطين والأقصى وأمتكم فما لها عندكم قدر ولا شان يا من رحلتم إلى مدريد أمتكم بريئة وادعاء السلم بهتان هناك مشاركة أيضا من الأخ عبد الرحمن البورنو بعث بها إلى، بارك الله فيه يقول: كيف يعود للقدس أمانه، هذه -أيضاً- لـ عبد الرحمن البورنو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015