معرفة الخصم

النقطة الخامسة: خصمنا من هو؟ الآن الخصم المواجه المباشر كثير، لاشك منه؛ لكن من هم خصومنا الآن؟ اليهود انظر ماذا يقول الله عز وجل عن اليهود: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} [آل عمران:112] ضربت {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [آل عمران:112] ويقول سبحانه: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:14] .

لقد عاشوا زمناً طويلاً تحت ظل البطش والإرهاب في أكثر من بلد، وهم الآن يتحركون بالعقلية ذاتها، عقلية اليهودي المضطهد، عقلية بالغة في التخوف من كل شيء، وهذا يبدو للناس أنه مكر ودهاء عند اليهود، والواقع أن عقلية الشعور بالاضطهاد تجعل اليهود دائماً خائفين -حتى وهم متمكنون الآن- شعور التوتر شعور القلق شعور عدم الاستقرار الأمني، عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فالذي يقدم خدمة جليلة لهم، هم الذين ذهبوا إلى مؤتمر السلام، عندما يسحبون هذا القلق من نفسية اليهود، ويجعلونهم يعيشون بعقلية ونفسية مرتاحة آمنة مطمئنة، فكم يجني هؤلاء الذين يمنحون إسرائيل السلام والاستقرار! كم يقدمون من خير لها وكم يخدمونها!! إن اليهود طائفة محصورة محدودة، غير قابلة للنماء والزيادة؛ لأنهم لا يقبلون أحداً ينضم إليهم، وهذه بحد ذاتها معضلة كبرى، خاصة اليهود الذين يواجهون الشعوب الإسلامية، -فيجب أن نعرف أن اليهود يعيشون في وسط إسلامي، يتزايد بشكل غريب جداً، وكثافة عددية هائلة، فتعدد الزوجات -مثلاً- وكثرة النسل، هذه كلها أشياء جاء الدين بالحث عليها، ولذلك نجد المسلمين والعرب يتزايدون بكميات هائلة، لا يقاس بها أي شعب آخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015