تأكيد انتصار الإسلام بالنصوص الشرعية

وهي كثيرة ذكرتها في شريط (مستقبل الإسلام) لكن على سبيل المثال: الجولة مع اليهود، كما في حديث ابن عمر في الصحيحين، وحديث أبي هريرة {لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا يهود، حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله} .

فلا داعي أن نضرب ونرجم بالغيب بعد كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، {والله الذي لا إله غيره ما كذبنا ولا كذبنا} هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلام.

وقال سبحانه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:4] وجاء في رواية أخرى للحديث السابق ذكرتها مرات وكرات {على نهر الأردن، أنتم شرقيه وهم غربيه} .

وهذه راوية إسنادها لا بأس به وفيه ضعف يسير لكن حسنها جماعة من أهل العلم، والواقع يصدقه ويشهد على ثبوته، ولو جاء راوٍ آخر ضعيف يشهد للحديث لحسناه؛ كيف وقد جاء الواقع الماثل الآن يؤكد ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم! فقبل ذلك حينما دونت الكتب، وألفت، لم يكن لليهود وجود يذكر في فلسطين، ولم يكونوا قريبين من نهر الأردن، لكنهم وُجدوا بعد ذلك في هذا الزمن بالذات، وقد ظن بعض الإخوة أنني قلت: إن اليهود ولن يتعدوا إطارهم الآن.

وأنا أقول أرجو الله تعالى ألا يتجاوزوا نطاقهم الحالي، -وأظن أنهم لن يذهبوا عنه بعيداً- لكن هذا بلا شك ليس قطعاً؛ وإنما هو ظن غالب فقد يتوسع اليهود، ثم ينكمشون بعد ذلك، وقد يكون الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم، معركة تأتي اليوم أو غداً، بعد عشر سنين أو خمسين سنة الله تعالى أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن دلالات المعركة أمور: أولاً: هذه المعركة حق، وكل من صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلم أنها واقعة لا محالة -على رغم كل العقبات وكل الظلمات وكل الحواجز- هذا غيب أخبر عنه الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.

ثانياً: هذا لا يعني أبداً القعود وترك الأمر، بحجة أن المعركة قادمة والنصر قادم، لا، فالنصر ليس هبة للقاعدين والكسالى، النصر هبة من الله عز وجل للمجاهدين وللمضحين وللصابرين وللمرابطين كما ذكر سبحانه بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200] .

ثالثاً: هذه المعركة لا تعني ألا نهتم بما يجري الآن ولا نكترث له ونقول: دعهم يفعلون ما يشاءون، لا! لأن الاهتمام بالواقع هو جبلة طبيعية عند الإنسان، وخذ مثالاً: الرسول كان موعوداً بالنصر، حتى إنه في مكة -كما في صحيح البخاري- كان يقول لأصحابه: {والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون} ومع ذلك في معركة بدر لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوة العدو وبأسه وكثرته، وقلة أصحابه؛ أصابه ما أصابه، فرفع يديه إلى السماء، ودعا الله عز وجل وخشع وابتهل، وقال: {اللهم إن تهلك هذه العصابة، لا تعبد بعد اليوم} .

هذه طبيعة الإنسان، أنه يهتم بواقعه ويتابعه؛ فالاهتمام به جبلة، وهو أيضاً مطلوب.

والاهتمام بأمر المسلمين مطلب يدل على التعاطف، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: {مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى} ويقول: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015