ابن باز والسلام

يشيع بعضهم عن الشيخ عبد العزيز بن باز إشاعات غير واضحة في موضوع السلام، وقد أحببت قضاءً على هذه الشائعات أن أشير إلى نقطتين: النقطة الأولى: هذه كلمة نقلتها بحروفها من فتاوى سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز سئل: كيف السبيل، وما هو المصير في القضية الفلسطينية التي تزداد مع الوقت تعقيداً وضراوة؟ فقال: إن المسلم ليتألم كثيراً، ويأسف جدا من تدهور القضية الفلسطينية من وضع سيئ إلى وضع أسوأ منه، وتزداد تعقيداً مع الأيام حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، في الآونة الأخيرة، بسبب اختلاف الدول المتجاورة وعدم صمودها صفاً واحداً ضد أعدائها، وعدم التزامها بحكم الإسلام الذي علق عليه الله النصر ووعد أهله بالاستخلاف والتمكين في الأرض، وذلك ينذر بالخطر العظيم والعاقبة الوخيمة، إذا لم تسارع الدول المجاورة إلى توحيد صفوفها من جديد، والتزام حكم الإسلام تجاه هذه القضية، التي تهمهم وتهم العالم الإسلامي كله؛ ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد: أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية أولاً وأخيراً.

ولكن أعداء الإسلام بذلوا جهوداً جبارة لإبعادها عن الخط الإسلامي، وإفهام المسلمين من غير العرب أنها قضية عربية، ولا شأن لغير العرب بها -ويبدو أنهم نجحوا إلى حد ما في ذلك- ولذا فإنني أرى أنه لا يمكن الوصول إلى حل في تلك القضية، إلا باعتبار القضية إسلامية، وبالتكاتف بين المسلمين لإنقاذها، وجهاد اليهود جهاداً إسلامياً، حتى تعود الأرض إلى أهلها، وحتى يعود شذاذ اليهود إلى بلادهم التي جاءوا منها، ويبقى اليهود الأصليون في بلادهم تحت حكم الإسلام، لا حكم الشيوعية ولا العلمانية، وبذلك ينتصر الحق ويخذل الباطل، ويعود أهل الأرض إلى أرضهم علي حكم الإسلام، لا حكم غيره، والله الموفق.

النقطة الأخرى: سئل الشيخ حفظه الله عن هذه المسائل في أكثر من مناسبة، وأجاب بما حضره، ولكنه قال في آخر الشريط: " إنني لا أسمح -فيما معناه - إنني لا أسمح بنقل أي كلام أو فتوى أو غير ذلك إلا بعد عرضها علي، وموافقتي عليها وتوقيعي عليها، لأن الكلام الشفهي يعتريه الزيادة والنقص، وربما يفهم خطأ إلى غير ذلك " ولذلك لم يأذن الشيخ أن ينشر أي شيء عنه، إلا بعد ما يعرض عليه ويوقع عليه بالموافقة والتصحيح، ولذلك فإنه لا ينبغي لأحد أن يتسرع في نشر شيء عن العلماء، إلا بعد أن يتأكد ويتثبت ويسجل توقيعهم بأسمائهم على موافقتهم على ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015