ضرورة التوعية العامة

من الحلول -أيضاً- وهي مهمة: ضرورة التوعية العامة وبكافة الوسائل على كافة المستويات: الطلاب والعامة والخاصة والشباب والأطفال، وبكافة الوسائل الممكنة: بالكتاب والشريط والمقالة والمحاضرة والدرس والخطبة والندوة والأمسية والقصيدة بالقصة بالكلمة حتى بالحديث الشخصي، التوعية العامة في قضية السلام ومدلولات السلام ومخاطر السلام وما وراء السلام وحقيقة العداء مع اليهود وترسيخ عقيدة البراءة من المشركين، التي جاء بها الإسلام، والبراءة من أهل الكتاب، في نفوس جميع المسلمين، من الناشئة والشباب والشيوخ والرجال والنساء، فلابد من عقد لقاءات وندوات ومحاضرات ودروس وخطب، وبرامج مكثفة لهذا الغرض.

ولذلك يتساءل البعض يقول: ماذا نصنع؟! هل نذهب لنقيم حرباً؟! لا يا أخي! لماذا نحن نتكلم في وادٍ، وأنت في وادٍ آخر؟ أو بعض الناس يقول: ما الداعي أن تثير هذا الموضوع وتتكلم؛ ما لنا حل ولا بأيدينا حل؟ يا أخي: على أقل تقدير أن يكون بيدك أن تكون واعياً، أن تعرف أنت حقيقة الوضع، فمصيبتنا فيك الآن، وليست مصيبتنا في أولئك الذين ذهبوا إلى مدريد أو غيرهم فأولئك قد غسلنا أيدينا منهم منذ زمن، وعرفنا ما عندهم وماذا وراءهم، لكن بقيت أنت! أصبحت في بعض الحالات مؤيداً أو على الأقل أصبحت في غشش لا تدري حقيقة الأمر، وهذه مصيبة! هذه كارثة! فنحن نريد منك أن تكون ذا عقل واع بما يراد وما يدار، هذا من ناحية؛ الناحية الأخرى، أن تفرغ هذه العلوم وهذا الوعي وهذا الإدراك، أن تفرغه فيمن حولك بكافة الوسائل؛ حتى تكون الأمة واعية؛ لأنه إذا كانت الأمة تعتقد أن مؤتمر السلام هو نهاية المطاف، وأنه إبداع لا يمكن أن تتصوره معنى ذلك أن الأمة بلغت قمة المجد وقمة التقدم، وأنه عليها أن تتوقف عند مؤتمر السلام.

لكن إذا شعرت الأمة أن مؤتمر السلام، هو حصيلة سنوات من الهزيمة والإحباط، والذل والتسلط والقهر الذي عاشه الشعب الفلسطيني، وعاشته معه شعوب عربية وإسلامية أخرى، أدركت أن هذا خطأ، هو سلسلة من أخطاء كثيرة صحيح أنا وأنت لن نوقف مؤتمر السلام، وصحيح أننا لن نوقف مؤامرة قد لا نستطيع أن نوقفها؛ وإن كان المؤمن عنده ثقة بأنه يستطيع أن يعمل الكثير، ولا يتهرب من المسئولية ويقول: المسئولية مسئولية غيري علي كل حال هذا نظرة سريعة، والوقت لا يتسع للإفاضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015