اعتراف العرب بإسرائيل

المكسب الأول: هو الاعتراف الواضح المطلق بإسرائيل وحقها في الوجود، ولذلك يقول: بيريز في مقابلة مع جريدة الأهرام المصرية، عقب بداية مفاوضات السلام يقول: " العالم العربي قريب جداً من الاعتراف بإسرائيل، مما لا يعني فقط إنجاز السلام، بل شروق مرحلة جديدة أيضاً ".

فمن مكاسب إسرائيل اعتراف العرب الواضح المطلق بإسرائيل، وحقها في الوجود، بل إنهم أصبحوا يعترفون بأن إسرائيل لها حقوق تاريخية في فلسطين، كما صرح بذلك الوفد المصري، بمعنى: أنهم لم يعودوا يقولون الآن، أن إسرائيل واقع لا مفر من الاعتراف به والتعامل معه، وقد فرضت نفسها بالقوة، كلا! بل أصبحوا يقولون: إن لليهود حقاً في أرض فلسطين، ويجب الاعتراف لهم بهذا الحق وإقرارهم عليه، والإذن ببقائهم وإعطائهم مطلق الاعتراف بالوجود في هذه البقعة والرقعة من الأرض، وسأتحدث عن هذه القضية إشارة بعد قليل.

ولذلك يقول أحد المؤلفين -تعليقاً على هذه القضية-: " إن إجبار العرب على الصلح مع إسرائيل، هو هدف حيوي من أهداف السياسة الإسرائيلية، لا بد لها من السعي إلى تحقيقه، إذا أرادت التخلص من الوضع الشاذ، الذي يستحوذ عليها منذ مولدها عام (1948م) إلى الآن " يقول: إن إسرائيل لا تستطيع أن تعيش إلى الأبد مع جيران يعادونها ويرفضون الاعتراف بها، ويقاطعونها مقاطعة سياسية واقتصادية، مقاطعة لا هوادة فيها، ويهددون كيانها ويتربصون بها الدوائر، والنتيجة الوحيدة للوضع الشاذ لإسرائيل هي حرب مستديمة لا تتوقف فترة معينة، إلا لتنشب من جديد في فترة أخرى، والحرب تكلف إسرائيل نفقات ضخمة، وخسائر جسيمة في الأموال والأرواح، وهذا الأمر لا تطيقه إسرائيل إلى الأبد بحال من الأحوال.

لذا حرص عقلاء اليهود حرصاً بالغاً على بقاء اليهود في الماضي مشتتين في أقطار الدنيا، وعلى عدم تجمعهم في فلسطين، لأن بقاءهم في بلاد كثيرة يقيهم من الفناء الذي يتعرضون له إذا تجمعوا في بلد واحد، ولأن العرب والمسلمين إذا ناموا ساعة، فلن يناموا إلى قيام الساعة! فإذا وجد العرب طريقهم وساروا عليه، فإنهم سيقضون على إسرائيل عاجلاً أو آجلاً.

لقد توقع زعماء الصهاينة أن العرب سيرضخون للأمر الواقع بعد قيام إسرائيل عام (1948م) وسيعترفون بها، ولكن الحوادث أثبتت عكس ذلك، فإن حقد العرب والمسلمين المقدس -كما يقول المؤلف-: ازداد مع الأيام على إسرائيل شدة وإضراماً، وإن المسئولين العرب أول من يعرف استحالة الاعتراف بإسرائيل أو مصالحتها من قبل الشعوب، والذي يقدم على الاعتراف بها أو مصالحتها بين هؤلاء المسئولين، يخسر مكانته بين شعبه، وبين العرب والمسلمين، ثم يخسر سلطانه وحياته أيضاً لذلك لن يعترف المسلمون بإسرائيل مختارين أبداً، ولكي تجبر إسرائيل العرب على الصلح معها والاعتراف بكيانها لجأت إلى وسائل العنف، فاعتدت على الدول العربية العديد من المرات.

إلى آخر ما في هذا المصدر.

المقصود -على كل حال- إن من أهم وأعظم مكاسب إسرائيل: هو اعتراف العرب بها، وإقرارهم بوجودها، وأن لها الحق في أن تقيم في أرض فلسطين، وأن تنادي اليهود من كل مكان في الدنيا حتى يهاجروا إلى هذه البقعة والرقعة من الأرض الإسلامية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015