ضرورة طرح قضايا الأمة

قد يستغرب بعض منا أن نطرح هذه القضية أو غيرها، من طلبة العلم والدعاة إلى الله عز وجل من يعتقد أنه لا جدوى من وراء ذلك؟! إننا ينبغي أن نضع الأمور في إطارها الصحيح، فالذين يتحدثون -مثلاً- عن السلام، أو عن مؤتمر أو مؤامرات مدريد للسلام العربي الإسرائيلي كما يسمونه، ليس بالضرورة أن هذا يعني: أنهم سيوقفون هذه المؤامرات، أو سوف يمنعون استمرارها أو سوف يعرقلون هذه الجهود التي تتبناها زعيمة العالم الحر -كما يسمونها- وزعيمة التنصير وأمريكا التي أصبحت تمسك بخناق العالم بقدر ما تستطيع، فليس بالضرورة أن من يتحدثون سوف يوقفون مثل هذا السيل الكاسح أو مثل هذا التيار الجارف، أنهم سوف يقفون في وجه الشرق والغرب وهم لا يملكون وسائل تمكنهم من ذلك فلا يعني الحديث عن هذا الموضوع الوقوف أمام تلك المؤامرات، وأمام أمريكا، وأمام حلفاء أمريكا من العرب، وأمام إسرائيل، لا! لكننا نعتقد أن من حق الأمة الإسلامية أن تعرف على أقل تقدير أن تعرف ما هو السلاح الذي سوف تقتل به، أن تعرف بأي سكين سوف تذبح؟ فهذا أقل حق لهذه الضحية التي بين أيديهم! فهذه المؤامرات لا بد من معرفتها ومعرفة أبعادها، ومعرفة من هم أطرافها؟ ومعرفة من يكون وراءها؟ وذلك حتى تعرف الأمة بأي سلاح يحاول عدوها قتلها، وحتى تعرف الأمة أيضاً من هو عدوها من صديقها.

فمنهم عدوٌ كاشرٌ عن عدائه ومنهم عدو في ثياب الأصادقِ ومنهم قريب أعظم الخطب قربه له فيكم فعل العدو المفارقِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015