إن طاعة الله عز وجل وتعلق القلب به يترتب عليه ثقة المرأة والرجل بالله، وركونهما إليه، بحيث يكون فرارهما من الله إلى الله، كما قال الله عز وجل: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات:50] وقال عن المؤمنين: {وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [التوبة:118] وكان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم أنه كان يقول: {اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك} فالإنسان إنما يفر من الله إلى الله، من خاف من الله فعليه أن يفر إلى الله، لأن الله عز وجل لا مهرب منه: وكيف يفر العبد عنه بذنبه إذا كان تطوى في يديه المراحل إذا كان الإنسان لو خاف من أمير أو حاكم فإنه لا يستطيع الفرار منه لقوة قبضته وسلطانه، فما بالك أيتها المسلمة إذا خاف العبد من الله عز وجل وخاف من بأسه، وسطوته، ونقمته، وعقوبته، أين يفر؟ لا يفر إلا أن يلقي بنفسه بين يدي الله تعالى، ويمرغ جبهته في التراب ويبكي ويخشع لله عز وجل ويسأل الله بصدق أن يرحمه، وأن يثبت قلبه على الدين، وأن يعلمه ما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يقيه شر نفسه، وأن يقيه عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات، وغيرها من فتن الدنيا والدين.
هذا ما أحببت أن أشير إليه، وأرجو الله تعالى أن ينفع بهذه الكلمات من قالها ومن سمعها إنه قريب مجيب، والله أعلم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.