حكم قيام الليل كله

Q لقد قلت إن قيام الليل كله من الغلو، وقد كان من الصالحين من يقوم الليل كله، وكان الإمام أحمد رحمة الله يصلى ثلاثمائة ركعة في الليلة، أرجو أن توضح ذلك؟

صلى الله عليه وسلم هذا فيه نظر، كون الإمام أحمد يصلى ثلاثمائة ركعة، تصحيح هذا عن الإمام أحمد فيه نظر، ولا أظنه صح عنه، فالإمام أحمد من أكثر الناس اتباعاً للرسول صلى الله علية وسلم، الذي لم يكن يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، ومن البعيد أن يصلي الإمام أحمد أو غيره ثلاثمائة ركعة.

أما من الصالحين من يقوم الليل كله، فقد يقوم الليل أحياناً كله، أما قيام بعض الليل فمشروع لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:1-4] .

لكن قيام الليل كله من أوله إلى آخره لم يكن يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، وهو ليس من السنة، بل السنة أن ينام الإنسان من الليل سدسه أو ثلثه أو نحو ذلك، فمن حافظ على قيام الليل كله، وحافظ على الصيام في النهار مع الوصال أحياناً، فهذا لا شك أن فيه نوعاً من الغلو.

وقد جاء في الحديث الذي رواه ابن خزيمة وغيره أن النبي صلى الله علية قال: {من صام الدهر كله ضيقت عليه جهنم} وهكذا، والحديث فيه كلام طويل، ولكن إن صح فهو دليل على النهى عن صيام الدهر كله، فما بالك بالوصال، وهو أن يصوم الإنسان الليل أيضاً، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015