ضرورة تغيير الاسم القبيح

فأول حكم من الأحكام -وقد أسلفته- وهو ضرورة تغيير الاسم القبيح، وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماء جماعة من الصحابة ومما غيره كما ذكر ابن المنذر أن علياً رضي الله عنه أتاه بابنه الحسن فقال له: هذا اسمه (حرب) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {كلا بل اسمه الحسن} فلما ولد الحسين سماه علي رضي الله عنه (حرباً) ، فلما جيء به قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اسم ابني هذا؟ قالوا: اسمه (حرب) ، قال: {كلا هو الحسين} ثم أتاه بابنه الثالث فقال ما اسمه؟ قال: (حرب) ، قال: {كلا بل هو محسن} وقد غير النبي أسماء كثيرة كما أسلف.

وأيضاً غير أسماء المواقع، ولعل من أشهر ما غيره المدينة، فإنها كانت تعرف في الجاهلية بيثرب فسماها النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ولذلك روى الشيخان في صحيحيهما عن أبي حميد الساعدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم من تبوك قال: {هذه المدينة وهم يقولون يثرب} وكذلك روى النسائي بسند صحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الرجال أو تنفي خبث الرجال كما ينفى الكير خبث الحديد} ولم يحك الله تعالى لفظ يثرب إلا عن المنافقين: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} [الأحزاب:13] ولذلك فإن تسمية المدينة بيثرب هو مكروه كراهية شديدة، على ما هو الراجح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015