أفضل الأسماء

أكثر أهل العلم -الجمهور- على أن التسمي بعبد الله وعبد الرحمن أفضل، وبذلك نطق الحديث الصحيح في مسلم: {أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن} وقد ذهب بعض أهل العلم، إلى أن التسمي بأسماء الأنبياء أفضل، وممن ذهب إلى ذلك -كما سلف قبل قليل- سعيد بن المسيب فإنه كان أحب الأسماء إليه: أسماء الأنبياء، ونقل عن بعضهم كراهية التسمي بأسماء الأنبياء، صح هذا عن عمر رضي الله عنه، أنه أرسل ينهاهم أن يسموا بأسماء الأنبياء، وذلك لأن عمر رضي الله عنه قال: [[تسمونهم بأسماء الأنبياء ثم تلعنونهم!]] وفى رواية أن عمر كان له ولد اسمه (محمد) فسمع رجلاً يسبه ويشتمه فغير اسمه، وقال: [[يسب بك رسول الله صلى الله عليه وسلم!]] .

بل جاء هذا في حديث مرفوع، رواه البزار وأبو يعلى، لكن سنده لين ولا يصح، أن النبي عليه الصلاة السلام قال: {تسمونهم بأسماء الأنبياء أو تسمونهم محمداً ثم تلعنونهم!} فذهب بعض أهل العلم إلى كراهية التسمي بأسماء الأنبياء صيانة لأسماء الأنبياء عن أن يقع لعن أو شتم عليها، لكن هذا قول مرجوح، والصحيح ما سبق من أنه يشرع التسمي بأسماء الأنبياء.

وقد ورد أن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه -الصحابي الجليل المبشر بالجنة- كان له عشرة من الولد كل واحد منهم اسمه اسم نبي، في حين أن الزبير رضي الله عنه كان له عشرة كل واحد منهم اسمه اسم شهيد، فقال طلحة للزبير: [[قد سبقتك، أسماء أولادي أسماء الأنبياء، قال الزبير: بل أنا سبقتك، قال: كيف؟! قال: لأنني سميت أولادي بأسماء الشهداء؛ فأنا أطمع أن يكونوا شهداء، أما أنت فلا تطمع أن يكون بنوك أنبياء، فسكت طلحة رضي الله عنه]] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015