سابعاً: ضرورة اليقظة

إنكم صناع الموت، فلا يجوز أن يتحول الموت إلى نومٍ عميق.

جاء معاوية بن خديج رضي الله عنه، يبشر عمر بفتح بلاد الإسكندرية، في وقت القيلولة، فهم أن يطرق الباب، ثم تركه وذهب إلى المسجد، فعلم عمر رضي الله عنه فقال أين معاوية؟ ألم أسمع أنه قدم؟ قالوا: بلى هو في المسجد قال: علي به مالك يـ ابن خديج؟ قال: يا أمير المؤمنين، ظننت أنك قائل أي ظننت أنك نائم، فضحك عمر وقال: هيهات! إن نمت بالنهار ضيعت رعيتي، وإن نمتُ في الليل ضيعت نفسي.

لا يطعم النوم إلا ريث يحفزه هم يكاد حشاه يحطم الضلعا إن النوم أخو الموت، فعليك يا صانع الموت أن تتحلى باليقظة، حتى تكون صانعاً حقيقياً، عليك أن تتحلى باليقظة، فتدري ماذا يخطط لك أعداؤك، وماذا يريدون، إنهم كما -كان يقول عز الدين القسام رحمه الله تعالى في خطبته الشهيرة-: "يريدون أن يأخذوا منك دينك ومالك وعرضك وبلدك ويجعلوك بلا شيء، أسيراً بين أيديهم، خادماً ذليلاً مطيعاً لهم، فعليك أن تغضب لربك ودينك، فإن لم تفعل فعليك أن تغضب لأمتك ولنفسك ولمستقبلك، ولتاريخك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015