طارق بن زياد

ذكر الطرطوشي في كتاب سراج الملوك، والقرطبي في التاريخ أن طارق بن زياد، رحمه الله دخل الأندلس في ألفٍ وسبعمائة رجل، وكان ملك تلك البلاد غائباً عن لوذريق، فقاتلهم ثلاثة أيام، ثم كتب إلى رئيسه: أن قوماً وصلوا إليا، ما أعلم أمن الأرض هم أم من السماء؟! وقد قاتلناهم ولا طاقة لنا بهم، فأدركنا بنفسك، فبعث إليه تسعين ألف فارس، وهم ألفٌ وسبعمائة في الأصل، فقاتلوهم ثلاثة أيام، واشتد بالمسلمين البلاء.

فقال طارق رحمه الله ورضي الله عنه: إنه لا ملجأ لكم غير سيوفكم، أين تذهبون وأنتم في وسط بلادهم، والبحر من ورائكم محيط بكم؟ وأنا فاعل شيئاً، إما النصر أو الموت! قالوا: فما هو؟ قال: أقصد طاغيتهم ورئيسهم، فإذا حملت فاحملوا بأجمعكم معي، ففعلوا ذلك، فقتل اللوذريق وجمعٌ كبيرٌ من أصحابه، وهزمهم الله تعالى، وتبعهم المسلمون ثلاثة أيام، يقتلونهم قتلاً ذريعاً، ولم يقتل من المسلمين إلا نفر يسير.

وبعث طارق رضي الله عنه، برأس اللوذريق إلى موسى بن نصير، في أفريقيا، فبعث بها موسى إلى الوليد بن عبد الملك، بدمشق، ثم سار طارق إلى طليطلة، وسار مغيث الرومي مولى الوليد إلى قرطبة، ففتحوهما، ووجدوا ذخائر وأموالاً عظيمةً لا تحصى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015