إن ضعف الإيمان بالقضاء والقدر جعل المؤمنين يقعون نهباً للأسباب والمخاوف والأوهام التي تسيطر على نفوسهم، حتى تشبه بعضهم بالمنافقين الذين يحسبون كل صيحةٍ عليهم، فتجد المؤمن يمشي مشيةً غير عادية، لأنه يتلفت دائماً إلى الوراء، يخاف ويرهب، يخاف من عدوه، ولذلك يكون سيره غير معتدلٍ ولا سليم.
وكذلك ضعف الاحتساب والثقة فيما عند الله تعالى، جعل أحدهم لا يتحمل أي شيء، حتى الشوكة يشاكها أو الكلمة الخشنة، أو ما فوق ذلك لا يتحمله، مع أن الأذاياء والبلايا أمرٌ لا بد منه، قال الله تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا} [العنكبوت:2] وقال تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [العنكبوت:3] وقال سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} [البقرة:214] إلى نصوصٍ أخرى كثيرة، ليس هذا الموضع موضع بسطها.