فرق بين هذه الشهادة وبين شهادة الماديين والشهوانيين

فأين هذا من أوضار الماديين والشهوانيين الذين يعتبرون أن الشهادة في سبيل المادة أو الشهوة هي كل شيء؟! حتى يقول قائلهم، وهو من يسمى بـ العندليب الأسمر يقول: يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداءً للمحبوب وقد قرأتُ قبل أيام قصيدةً لشاعرٍ من شعراء الشهوة واللذة شهير معروف، هو نزار قباني، في قصيدته "الأندلسي الأخير" يقول: أتخبط على رمال حبكِ كثورٍ أسبانيٍ يعرف سلفاً أنه مقتول كما يعرف أن جسده سوف يلف بالعلم الوطني ويحمل على عربة مدفع ويدفن في مقابر الشهداء -إنهم شهداء، لكن في سبيل ماذا؟ - يقول: أتخبط تحت شمس عينيك نازفاً من كل أطرافي عارياً إلا من قميص كبريائي الاستشهاد بين ذراعي امرأةٍ جميلة هو ذروة الشهادة أدخل الملعب وأنا أعرف أنني لن أخرج منها إلا مضرجاً بالكحل والأساور وحرير مراوح الأندلسيات الشهادة في سبيل الشعر والنساء لا تقلقني فهناك دائماً ثمنٌ لكل شيء ثمنٌ للمرأة التي نحبها ثمنٌ للقصيدة التي نكتبها ثمنٌ للعطر الذي نتوضأ به أنا وحدي تحت سماء عينيك الصافيتين كسماء البحر الأبيض المتوسط أواجه وجهك الجميل وموت الجميل فرحٌ لا ضفاف له وأتلقى مبتسماً طعنات أنوثك القادمة من الجهات الأربع.

أنا نزار قباني البدوي والحضاري اليميني والماركسي الواقعي والصوفي الجنسي والعذري الأصولي والانقلابي العربي واللاعربي!! إذا كان هؤلاء يموتون في سبيل الشهوة، في سبيل اللذة، في أحضان امرأة، من أجل مادة، من أجل لحظة عابرة، من أجل قرش أو ريال، من أجل كرسي، من أجل مغنم، فلماذا لا يموت المؤمنون في سبيل مثلٍ أعلى يؤمنون به ويعتقدونه، ويرون أنه سبيلهم إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض؟! كما قال ذلك الأول المجاهد: {قوموا إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015