وكما أن موت الشهيد حياةٌ له، كما نطق القرآن قال تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169] فكذلك موت الشهيد حياةٌٌ للأمة من بعده، فأولئك الأبطال العظماء الذين استرخصوا الحياة واستهانوها في سبيل الله تعالى، هم الذين بنوا الأمجاد، وسطروا صفحات التاريخ، قال أبو بكر رضي الله عنه لجنود المؤمنين: [[اطلبوا الموت توهب لكم الحياة]] وقال لـ مسيلمة ومن معه: [[لأحاربنكم بقومٍ يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة]] وإذا انكفأ الدنيويون والماديون اليوم على اللذة والشهوة والجنس والكرسي، تسامى هؤلاء إلى العلا، واستنشقوا عبير الجنة، كما قال أنس بن النضر: [[الجنة ورب أنس بن النضر، إني لأجد ريحها من دون أحد]] ثم صاح صائحهم: فيا ربِّ إن حانت وفاتي فلا تكُن على شرجعٍ يُعلى بخُضرِ المطارفِ ولكن أحن يومي سعيداً بعصبةٍ يصابون في فجٍ من الأرض خائفِ عصائب من شيبان ألَّف بينهم تُقى الله نزالون عند التزاحفِ إذا فارقوا دنياهمُ فارقوا الأذى وصاروا إلى موعودِ ما في المصاحفِ