هاهنا مجموعة من الأخبار المتعلقة بإخواننا في البوسنة والهرسك، ولا شك أن الكثيرين يتطلعون إلى معرفة ذلك: أولاً: هذا تقرير مرعب عن مسألة اغتصاب الفتيات المسلمات هناك، وقد كتبت صحيفة نيوز بي في عددها الصادر في 23 أغسطس، الموافق 24 صفر تقريباً من هذا العام، كتبت تقريراً عن خطة مرعبة ومحزنة لاغتصاب الفتيات المسلمات في البوسنة، وهذه ترجمة لبعض محتويات هذا التقرير: فتاة عمرها 23 سنة هي واحدة من عشرين فتاة تم اغتصابهن واستجوبتهن الصحيفة تقول: إن الشاب الذي اغتصبها قال: لدينا أوامر بأن نغتصب الفتيات، وقال إنه يخجل أن يكون صربياً، وأضاف إن كل ما يجري هو جرائم حرب.
فتاة أخرى اسمها حافظة عمرها 23 سنة تقول: حاولت كف الجندي الذي اغتصبها، وكانت تبكي له وترجوه وتتوسل إليه، وقالت له: إن لك أماً ولك أختاً وأنثى في أسرتك، ولكنه لزم الصمت ولم يشأ أن ينطق، ثم قال لها: يجب عليَّ أن أفعل، ولكنها لم تستطع منعه، هذا الحادث شمل أربعين فتاة من بريزوفو وهي مدينة صغيرة على نهر سافا اقتحمها الصرب، وقبضوا على جميع المدنيين وأرسلوهم إلى الموت بعد أن قسموهم وفقاً للسن والجنس.
سينادا عمرها 17 سنة، تريد أن يعرف العالم حقيقة ما يجري لكل الأمهات ولكل النساء، وقد كتبت تصريحاً بخط يدها وسلمته لرئيس أطباء النساء، ورجت أن يسلمه وقالت: لا أريد أن يتعرض لهذه المحنة أحد، فهي أسوأ عقوبة في العالم.
إن حادث هذه المدينة، ليس إلاَّ واحداً من عدد من المؤشرات، التي تثبت حملة اغتصاب منظمة، ارتكبت أثناء غزو الصرب للمسلمين في البوسنة، ففي مقابلات منفصلة قالت أربع من النساء الشابات من قرية "لبلجي" القريبة من "زفونيك: إن أسراهم من الصرب اعتقلوهن في وكر دعارة، حيث تناوب ثلاثة رجال أو أكثر على اغتصابهن كل ليلة لمدة عشر ليالٍ.
وتقول جمعية للنساء البوسنيات: إن أكثر من عشرة آلاف فتاة بوسنية، هن رهن الاعتقال في معسكرات الصرب، يتكرر اغتصابهن على أيدي جنود الصرب.
وهناك أسلوب آخر وهو: اغتصاب النساء الحوامل ومتوسطات العمر، تقول الدكتورة مالكة رئيسة فريق طبيبات النساء: إنهن فحصن 25 من 40 ضحية في "بريزوفو، وأنها على قناعةٍ هي وزميلاتها بأن الهدف من الاغتصاب هو إذلال المرأة المسلمة، والإساءة إليها، وتحطيم شخصيتها، والتسبب في إحداث صدمةٍ لها، وتضيف قائلةً: إن هؤلاء النسوة تم اغتصابهن ليس استجابة لغريزة انجذاب الذكر نحو المرأة، ولكن الهدف الحرب، وقالت: أعتقد أن هناك أوامر للجنود بهذه الاعتداءات ضد الفتيات، وضربت لذلك مثلاً بأن بعض الفتيات أخذن إلى أحد المنازل ولم يعتد عليهن أحد، وإنما أمرن أن يقلن للآخرين بأنهن اغتصبن.
لقد بدأت حملة الاغتصاب الجماعي كما تقول الضحايا في يوم 17 يونيو الماضي، حيث تجمع الجنود الصرب وهم يرتدون ملابس الجيش وطوقوا المسلمين للقيام بما يسمونه التطهير، فحملوا الرجال بين 16 وستين سنة في باصات وأرسلوا بهم إلى التحقيق في معسكر لوجا للاعتقال، حيث تم ذبح (90%) منهم حسب ما أفاد أحد الناجين لمحرر هذه الصحيفة، ثم حملوا قرابة ألف امرأة وطفل وعجوز في ثمان باصات، وطافوا بهم في الأرياف لمدة يومين، وكانوا يهددون النساء بالسلاح لمدة أربعة أيام بلا طعام ولا ماء، وكان الجنود الصرب الناجون العائدون من المعارك يهاجمون الباصات كل ليلة، ويصطحبون الفتيات والنساء إلى مواقع مجهولة، وهم يهددونهن بالخناجر، وفي صباح اليوم التالي يقذفون بهن، وقد تمزقت ثيابهن، وغطاهن الدم.
وأخيراً وصلت مجموعة إلى مدينة كابار، حيث قام خمسون من الصرب المجندين أتباع أحد مجرمي الحرب هناك فسرقوا ما لدى الأمهات وفصلوهن عن البنات بالقوة، وحملت الأمهات بالباصات وألقين في منطقة حربية، بينما أودعت الفتيات في مخزن للأثاث، وهناك قام الرجال وأكثرهم قد أعفوا لحاهم على طريقة الفرقة الصربية الإرهابية في الحرب العالمية الثانية المعروفة باسم: ستليك، فاختاروا بعض الفتيات، واعتدوا عليهن في مجموعات تتألف كل منها من عشر فتيات، تقول خيرية وعمرها 21 سنة: إنها سألت المغتصب: لماذا تفعلون ذلك؟ فقال: لأنكن فتيات مسلمات وغير ذلك.
وعندما وصلت الأمهات إلى تولزا، وقد روعهن فقد بناتهن، وأعيتهن الرحلة المضنية التي شملت رحلة على الأقدام بطول اثنى عشر ميلاً، وسط منطقة حربية على طريق تحفه جثث الموتى، ثم وصلت البنات بعد ذلك بأربعة أيام، بعد أن اضطررن للسير وسط طريق مزروع بالألغام، وسقط ضحيته عدد من كبار السن، وكانت الفتيات في حالة إعياء شديد، وصدمة كما يذكر الأطباء.
ومعظمهن -على حد قول بعض الأطباء اللواتي قمن بفحصهن- يعانين من إصابات معدية في أعضائهن التناسلية، وذلك من جراء تعرضهن للاغتصاب المتواصل، وجميع النساء التي قامت هذه الصحيفة باستجوابهن وعددهن عشرين، أفدنَ أن مغتصبيهن من الصرب كانوا يغتصبونهن بطريقة بشعة.
إن صحة أولئك الفتيات لا تشكل إلا جزءاً من مأساة كل واحدة منهن، لأن كل فتاة منهن قد فقدت أباها وأخاها، وبعضهن ليس لها مكان تأوي إليه، والاغتصاب زعزع الثقة بالنفس، وكانت كل واحدةٍ منهن تجهش بالبكاء وهي تتحدث إلى محرر هذه الصحيفة.
وتقول إحدى الدكتورات: إن مأساة هؤلاء لم تنته، لأن كثيراً منهن يُحتمل أنها حامل، وسيتقدم لهن المستشفى بعقاقير لإحداث الإجهاض، إلاَّ أن أعظم الضرر يتمثل في الإحساس بالعار، فهؤلاء الفتيات من الأرياف التي تحظر فيها العلاقات الجنسية، وكانت الفتيات جميعاً عذارى أبكاراً، ومن ثم يعتقد معظمهن أن حياتها قد دمرت، تقول ميرة: وعمرها 25 سنة: إننا نشعر جميعاً أننا فقدنا بالاغتصاب كل شئ.
وهذه صادقة عمرها 20 سنة تقول: إنها احتقرت الرجل الذي اغتصبها لأنه لم يشعر بما تحس به، إنها وحشية وهمجية، فقد أحست بالعار لأنها فتاة شريفة عذراء، وتقول ميرة: وعمرها 17 سنة: إن مغتصبها هددها بقنبلة يدوية، وضعها في يده وقال: إن جميع الصرب طيبون، وإنه هو صربيٌ طيب، قال لها: إذا لم توافقي فسوف يقتلنا بالقنبلة، وقد اغتصبها، ولم يعتذر بل قال: إنه يجب عليه أن يفعل ذلك، وأضاف بأن هذا خيرٌ لها من أن يعتدي عليها أتباع مجرم الحرب سيسلي، حيث يقوم عشرة رجال باغتصاب امرأة واحدة.
كما أن مجموعة كبيرة من الحوامل اللواتي اغتصبن أحسسن بالضياع وطلبنَ أن يتم الإجهاض، تقول الدكتورة إكريت مارت: إن إحدى الممرضات من مدينة بريزوفو فقدت أمها وأباها وزوجها وطفلها البالغ من العمر أربع سنوات أمام عينيها، وقالت إن الجنود الصرب، قرروا عدم قتلها، بل أحضروها إلى مستشفاهم العسكري، حيث خدمتهم يومياً بالنهار، وبالليل جرى اغتصابها؛ لقد أصبحت مريضةً يائسة، وقالت: إنها حامل من شهرين، ولكن ذلك لم يمنع هؤلاء من الاعتداء عليها.
وبالنسبة لشابات مدينة بريزوفو، فإنه يتناوبهن شعورٌ بالعار والغضب، وتعتبر حملة الاغتصاب هذه أول حملة من نوعها في تاريخ البوسنة، وتتمنى ضحايا الاغتصاب أن يغادرن البوسنة إلى أي مكان آخر، وحين يغادرنها فإنهن لا يردن العودة إليها مرةً أخرى.
يا راكبين عتاق الخيل ضامرةً كأنها في مجال السبق عقبانُ وحاملين سيوف الهند مرهفةً كأنها في ظلام النقع نيرانُ وراتعين وراء البحر في دعةٍ لهم بأوطانهم عزٌ وسلطانُ أعندكم نبأٌ من أهل بوسنة فقد جرى بحديث القومِ ركبانُ كم يستغيثُ بنا المستضعفون وهم أسرى وجرحى فما يهتزُ إنسانُ ماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ وأنتمُ يا عباد اللهِ إخوانُ ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ يا من لذلة قومٍ بعد عِزتهمُ أحال حالهمُ كفرٌ وطُغيانُ بالأمسِ كانوا ملوكاً في منازلهم اليوم هم في بلاد الكفر عبدانُ فلو تراهم حيارى لا دليل لهم ليهمُ من ثياب الذُلِّ ألوانُ ولو رأيت بكاهم في قيودِهمُ هالك الأمر واستهوتك أحزانُ يا رب أمٍ وطفلٍ حيل بينهما ما تفرق أرواحٌ وأبدانُ وَطَفْلَةٍ ما رأتها الشمس إذ برزت أنما هي ياقوتٌ ومرجانُ يقودها العِلج للمكروه باكيةً العين دامعةٌ والقلبُ حيرانُ لمثل هذا يذوبُ القلب من كمدٍ إن كان في القلبِِ إسلامٌ وإيمانُ هل للجهاد بها من طالبٍ فلقد تزخرفت جنة المأوى لها شانُ وأشرف الحور والولدان من غُرفٍ فازت لعمري بهذا الخيرِ شجعانُ