Q إلى أي مدى نستطيع أن نأخذ بالمدرسة العقلية في التفسير؟ وما هي المحاذير الواجب تلافيها في هذا الجانب؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: بعض الإخوة ينتقدون لماذا يقال: المدرسة العقلية، وأقول لهم: لا مشاحة في الاصطلاح؛ لأننا حين نقول: العقلية لا نقصد أنهم مدرسة عقلية وغيرهم بلا عقول، لا، إنما المدرسة العقلية تقال في مقابل المدرسة العقلية النقلية أو النقلية العقلية، فنحن لا نهدر العقول لكن نقول: لا بد من الأخذ بالمنقول والمعقول، ونجزم بأن صحيح المنقول وصريح المعقول لا يمكن أن يختلفا، كما أننا حين نسمي ناساً بالقرآنيين، لا يعني أن غيرهم لا يؤمن بالقرآن، بل هم القرآنيين فقط، وهم يقابلون الذي يؤمنون بالقرآن والسنة، فلا إشكال في هذا الاصطلاح.
أما فيما يتعلق بالمدرسة العقلية: فإن المدرسة العقلية متأثرة إلى حد بعيد بمدرسة المعتزلة، بل هي امتداد لها في عدد من المسائل، وبعض العقلانيين المعاصرين يصرحون بأنهم معتزلة، وأنهم يؤيدون مذهب المعتزلة، كما يصرح بذلك حسن حنفي -مثلاً- في الكتاب الذي أشرتُ إليه، وكما يصرح به حسني زينة في كتابه: العقل عند المعتزلة، وآخرون لا يستطيعون أن يقولوا هذا بهذه الصراحة؛ لكن بصمات المعتزلة عليهم ظاهرة، حتى الشيخ الغزالي غفر الله لنا وله في مقابلة مع جريدة المساء المصرية قال: أنا تأثرت بكثير من العلماء، وذكر منهم: القاضي عبد الجبار، وهو شيخ من شيوخ المعتزلة مشهور، وذكر غيره من علماء أهل السنة وغيرهم.
فعلى العموم نقول: المدرسة العقلية كمنهج، يجب محاربته؛ لأنه يقوم على أسس غير صحيحة، لكن الحق في الجزئيات يؤخذ ممن جاء به بغض النظر عمن يكون، ففي التفاصيل قد يكون هذا العالم أصاب في مسألة وأخطأ في مسائل، لكن من حيث المنهج يجب محاربته.