الشمولية والتكامل في مجال العلم الشرعي

في مجال العلم الشرعي: تجد من الشباب اليوم وفي الماضي مَن يُهدرون الفقه المذهبي -فقه المذاهب- ويرون أن هذا الفقه لا قيمة له ولا ثمرة، وأنه مجرد ترف، فيهدرون هذا الأمر ويهملونه، في حين أنك تجد طوائف من الناس يهدرون ما هو أعظم وأجل وهو السنة النبوية، ويعتبرون أن الاشتغال بهذه السنة لا قيمة له، وأن الأولى بالإنسان أن لا يشتغل بها ما دام ليس عالماً؛ لأن هذه السنة قد تفهمه أشياء غريبة، وربما يأتينا من يقول: لا تشتغل بالقرآن، وأذكر أن أحد الفقهاء -ولا أريد أن أذكره- قال في كتاب مطبوع في تفسير القرآن الكريم -في تفسير سورة الكهف- عند تفسير قوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً} [الكهف:23] {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:24] قال: إن ظواهر القرآن الكريم تقتضي الكفر المحض!! أي: ظاهر القرآن الكريم كفر! أعوذ بالله من ذلك! إذا كان كلام الله ظاهره كفر، وكلام الرسول ظاهره كفر، إذاً ماذا بقي لنا؟! ومن أين نأخذ ديننا؟ إذاً هناك من يهدر أقوال أهل العلم، وهناك من يهدر ما هو أعظم وأجل منه، وهي السنة النبوية، وقد تجد من يُهدر الأخذ من القرآن الكريم، ويعتبر أن قراءة القرآن الكريم هي لمجرد البركة، ولا شك أن هذا كله خطأ، وأن المطلوب أن نهتم بالقرآن الكريم والسنة النبوية باعتبارها مصادر للتشريع، ونهتم بأقوال أهل العلم باعتبارهم من السلف -من الصحابة والتابعين والسلف- وباعتبارها مشيرة ومبينة لمعاني كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهم إنما يبينون ويشرحون القرآن الكريم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015