أخيراً: أخطاء يقع فيها الناس في الكنية: يشتهر عند العامة أنهم يذكرون الله تعالى -أحياناً- فيقولون: أبا الأفراج، فهذا موجود، حتى إن الشاعر المشهور من هذه البلاد العوني، في قصيدته المشهورة استخدم هذه العبارة يقول فيها: وانظر بعينك يا أبا الأفراج حالي فرد غريب والمصافي ذليلة وهذا لا يجوز بلا شك، فلا يجوز -بلا إشكال- وصف الله تعالى بأنه أبو كذا، وإن لم يكن المقصود الأبوة، ولكنه لا يجوز وهو محرم، لسوء الأدب فيه مع الله تعالى، ولأنه لا يجوز أن يوصف الله تعالى أو يسمى إلا بما ثبت في الكتاب والسنة، والعامة أحياناً يقولون مثلاً: فلان ضربته حتى قال يا أبا الأفراج، أو فلان نزل عنده ضيف وأطال عنده حتى قال: يا أبا الأفراج، وهذا بعتبر عندهم نداء، أي أن هذا الإنسان تطاول مكث الضيوف عنده فصار يدعو الله تعالى بالفرج، ويجوز أن يقولوا يا ذا الأفراج بالذال، لأن الله تعالى هو الذي يفرج عن عباده كرباتهم.
وكذلك من الأخطاء: أن بعضهم يكنون بكنى أهل الجاهلية، ولو على سبيل المزاح، فقد بلغني أن بعض الشباب -مثلاً- يسمي أحدهم الآخر أبا جهل على سبيل الممازحة والدعابة والنكتة، فهذا أيضاً لا يجوز، فهو حرام أن يسمى به أو يقبل ذلك، سواء كان هازلاً أم جاداً.
ومن الأخطاء: أن بعضهم يسمون الولد اسماً ممنوعاً أو مكروها، ثم يتكنون به -كما سبق في باب الأسماء الممنوعة والمكروهة- فيقال في الكنية ما يقال في الاسم.
وبذلك نكون قد أتينا على أهم الكلام الذي يمكن أن يقال في موضوع الأسماء والكنى.
ويبقى -إن شاء الله- الدرس الأخير في باب الأسماء والكنى وأخصصه للألقاب، وسيكون -إن شاء الله- درساً فيه فوائد كثيرة حول الألقاب الشائعة عند الناس وفي التاريخ، ألقاب الكبار سواء من العلماء أم الزعماء أم غيرهما، وبيان بعض الطرائف المتعلقة بذلك، وما يحل وما لا يحل من التلقيب.