النقطة الخامسة: الكنى التي كانت تطلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأعظم وأشهر وأعرف كنى النبي عليه الصلاة والسلام هي: أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وهذه الكنية المشهورة التي كان يعرف بها حتى كان بعض الصحابة يقول: حدثني أبو القاسم، كما قال أبو هريرة رضي الله عنه: حدثني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، قال: {تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي} وكما قال أبو هريرة للرجل الذي خرج: [[أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم]] ولما جاء اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا له: بارك الله عليك يا أبا القاسم.
فهذه هي أشهر كنى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ومن كناه: أنه كان يكنى بأبي إبراهيم، وكان له ولد يسمى إبراهيم -كما سبق في الدرس الماضي- وقد جاء عند البيهقي وغيره من طرق: {أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم} .
وذكر بعضهم أن من الكنى التي تطلق على النبي صلى الله عليه وسلم: أبو المؤمنين، وذلك لأن أُبيَّ بن كعب وابن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم، كانوا يقرءون: [[النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6] وهو أب لهم]] هكذا كانت القراءة عند من ذكرت، كما ذكرها جماعة من العلماء، كما في الدر المنثور وغيره، (وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) وليس المقصود قطعاً أبوة النسب، فهذا منفي بقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب:40] وإنما المقصود بالأبوة: أبوة العطف والرحمة والشفقة والفضل له صلى الله عليه وسلم على أمته، وهذه على أية حال لا تصح أن تكون كنية، إنما كنيته المعروفة صلى الله عليه وسلم: أبو القاسم.