التكني بأبي عيسى

ومن الكنى التي نقل النهي عنها: كنية: أبو عيسى.

فقد روى أبو داود والبيهقي بسند حسن، عن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن عمر كان له ابن يكنى بأبي عيسى، فضربه عمر وغير كنيته، وكذلك كان للمغيرة كنيتان: أبو عيسى وأبو عبد الله، فقال له عمر: ألا يكفيك أن تكنى بـ أبي عبد الله؟ قال المغيرة: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كناني بـ أبي عيسى، فقال عمر رضي الله عنه: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنا بعدُ في جلحتنا -بفتح الجيم وسكون اللام وفتح الحاء المهملة- والمقصود بالجَلْحَة: الرأس، واحدة الجلاح وهي الرءوس، كأن عمر يقول: نحن في عداد أمثالنا ونظرائنا وأشباهنا، ولا ندري ما يصنع بنا، ونهاه عمر أن يكنى بـ أبي عيسى، فلم يزل يكنى بـ أبي عبد الله حتى مات رضي الله عنه وأرضاه.

لكن العبرة في الواقع بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فما دام أن الرسول عليه الصلاة والسلام كنى المغيرة بـ أبي عيسى، وثبت هذا، فنقول: إن الواقع أن كنية أبي عيسى لا بأس بها، وقد تكنى بها طائفة كثيرة من أهل العلم، من أشهرهم: الإمام أبو عيسى محمد بن سورة الترمذي صاحب السنن، فإنه يكنى بـ أبي عيسى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015