القاعدة التاسعة: (الإصرار على قدر من التنسيق بين الدعاة) : لا يكفينا أن يعيش الدعاة في خطوط متوازية كما قلنا، بل ينبغي أن يكون هناك قدر من التنسيق بينهم: التنسيق في الجهود، القيام بأعمال مشتركة، سواء في تجارة أو دعوة أو في تعليم أو في جهود إغاثية وإنسانية أو في أي عمل يمكن أن يحتاج الناس إليه، إضافة إلى ضرورة أن يكون هناك لقاءات وزيارات.
يا أخي أنت -أحياناً- تسمع عن إنسان فتسيء الظن به؛ لأنك سمعت كلاماً موحشاً، لكن إذا لقيته وحادثته وجلست إليه، ورأيت واقعه ومحياه وسيماه وكلامه بخلاف ما كنت تظن، وتبين أن الكلام الكثير الذي رُكن بعقلك وشحنت به نفسك أنه لم يكن له رصيد، قد يكون كلام رجل ساء ظنه به واجتهد، وقد يكون شخصاً مغرضاً أراد الحيلولة بينك وبينه، فلماذا لا نحرص على الاتصال والتنسيق بين الدعاة، واللقاءات بين الكبار والصغار في المنسبات المختلفة؟ ولماذا نجعل أن لقاء الدعاة فيما بينهم مرهوناً بالأزمات والمشكلات؟ فإذا حصلت حادثة أو نكبة أو طارئة أو مصيبة أو كارثة قلنا: تعالوا؟ لماذا نحن متفرقون؟ لماذا لا يرى بعضنا بعضاً؟ فينا كيت وكيت وكيت، فهذا الكلام لماذا لا يخرج إلا الآن؟!