الخامس عشر: أمك أمي وعلى عيني ورأسي، وأخواتك أخواتي، ولكن لا تنس أن الحياة الزوجية في بيت مستقل كانت هي الأولى والأفضل حتى من الناحية الشرعية بعيداً عن الإخوة الذين عجزت -تقول عدد من الأخوات- عن التحفظ منهم، فلا بد أن يروا رجلي أو كفي أو شيئاً من شعري أو على حين غرة، أما ذهابي وإيابي من بين يديهم فهو كثير كثير وضرورة لا بد منها.
ثم من الناحية الاجتماعية والعائلية والأسرية والزوجية فإن الانفراد في الأصل، أدعى إلى تحقيق معاني السعادة الزوجية، ولكنني أُقدِّر الظروف التي تمر بها، وأدرك أن الخروج من أهلك في مثل هذه الظروف يعتبر نوعاً من التقصير في حقهم، فكيف تترك أبويك شيخين كبيرين هما بحاجة إليك؟! بل إنني أقدر كثيراً روح المودة والبر والإحسان التي تحملها لأبويك، وأرجو الله عز وجل أن يرزقني -تقول إحدى الأخوات- منك أولاداً يكونون كأبيهم في البر والصلة والإحسان، فأنا فرحة مسرورة بما أرى من برك بأبويك وعنايتك بأخواتك، ولكنني أحيانا أشعر أن بعض أهلك -واسمح لي عن التفصيل- يغارون مني كثيراً، نعم! أنا أصبر وأصابر وأقابل الإساءة بالإحسان، ولكن على أقل تقدير أريد منك أن تدرك طبيعة موقفي، لا تعتبرني مخطئة دائماً وغيري مصيب.