Q التوكل صفة مطلوبة في المسلم، فما هي الطرق الموصلة إلى هذه الصفة؟
صلى الله عليه وسلم من أهم الطرق الموصلة إلى التوكل، أن تكثر من ذكر الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته، فإن من عرف الله تعالى حق المعرفة، توكل عليه، ولهذا كان أكثر الناس توكلاً على الله تعالى هم الرسل والأنبياء؛ لأنهم يعلمون أن مقادير الأمور كلها بيد الله، فهو الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، وهو القابض، الباسط، الخافض، الرافع، النافع، الضار، المعطي، المانع، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: {اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد} .
الأمر الثاني: أن تعلم أن الأسباب كلها ما هي إلا وسائل يجري الله تعالى قدره من خلالها، فالأسباب لا تنفع ولا تضر، وإنما هي وسائل يجري الله تعالى القدر من خلالها، فالعلاج الذي تتناوله، بل حتى الطعام الذي تأكله والشراب الذي تشربه، كل هذه الأمور إنما هي وسائل أجرى الله تعالى النتيجة عليها، ولو شاء الله تعالى لجعلها عكس ما تريد.
فعليك أن تكثر من ذكر الله، وتفويض الأمور إلى الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كما في حديث البراء بن عازب في صحيح البخاري يقول: {اللهم وجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وأسلمت نفسي إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت} وقال الله تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود:123] وكان من الدعاء الذي يقرؤه المسلم في كل صلاة، بل في كل ركعة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] لا نعبد إلا أنت ولا نستعين بغيرك، فاعبده وتوكل عليه.