Q إلى أي مدى نستطيع أن نذهب بآمالنا التي في انكشاف واقعنا المعاصر؟
صلى الله عليه وسلم عليك أن تذهب بأملك إلى غير حد؛ لأن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: {أنا عند ظن عبدي بي} والله إننا نعلم أن المستقبل للإسلام كما نعلم أن دون غدٍ الليلة، وليس شرطاً أن نشهد هذا بأعيننا، ولكن علينا أن نباشر صنعه بأيدينا، وعلينا أن نعمل الأسباب، وبوادر نصر الإسلام تلوح ظاهرة في الأفق، خذ على سبيل المثال الجزائر: حاربوا الإسلام، وأدخلوا ثلاثين ألف في السجن، ومع ذلك هناك تقارير في الأيام القريبة للدول الغربية، تقول: على الدول الغربية أن تعرف كيف تتعامل مع الإسلام في الجزائر، لأن الإسلام هو الذي سوف يحكم في الجزائر طال الزمن أم قصر؟ وهناك عشرات الآلاف قد جندوا أنفسهم وهم في المدن، وبعضهم من العسكر، وبعضهم من غير العسكر، ويستعدون لمقاومة الأوضاع الفاسدة هناك، وبغض النظر عن النتائج التي تحصل من جراء مثل هذا العمل، وهل تؤدي إلى نتيجة أو لا تؤدي، إلا أننا نعلم في الجزائر ليس همَّاً لفئة محدودة من الشباب ولا لقلة قلية من العسكر، ولا لطائفة من العلماء، بل هو همٌ للشعب كله، وأكثر من 80% من الشعب ينادي بالإسلام، ويطالب بتحكيم الشريعة، فمن الذي يستطيع أن يقتل 80% من الشعب؟ فهذا محال، ومثل ذلك في اليمن الآن، ومثله في مصر فهم قد قتلوا المئات وسجنوا الآلاف في مصر، ومع ذلك الإسلام في ازدياد، والخير في قوة وفي نمو، والشباب الذين يودعون في غياهب السجون يهتفون للموت في سبيل الله: يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها وهم يريدون الموت، وعدوهم لا يمكن أن يفعل بهم أكثر من الموت.
إذاً عليك أن تعرف أن الإسلام دين الله، إن الشيوعية سقطت في سبعين سنة، وأمس قرأت كلاماً لرجل غير مسلم، يقول: على أعداء الإسلام من الغربيين أن يعلموا أنه إذا سقطت الشيوعية في سبعين سنة فالإسلام لن يسقطه سبعين سنة، ولا سبعمائة سنة؛ لأن عمر الإسلام الذي جاء على يد محمد صلى الله عليه وسلم 1400سنة، أما الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء وهو التوحيد، فهو من عهد آدم عليه السلام إلى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فقد ذهبت أمم وقرون وأجيال وطغاة وعروش وبقي الإسلام: والحق منصورٌ وممتحن فلا تعجب فهذي سنة الرحمن والمهم هو أن تكون صادقاً، وعليك بالثبات، وعليك بالصبر، وعليك بالجهاد، وكن جندياً من جنود الإسلام، ونم قرير العين إن هذا الدين دين الله، وهذا ليس من شأني ولا شأنك، فإن هذا دين رب العالمين وسوف ينصر الله تعالى دينه، ومن حسن الظن بالله تعالى أن تعلم أن الأمر كذلك.