حكم طاعة الوالدين في عدم الجهاد

Q يقول: ما رأيكم في الذهاب إلى البوسنة والهرسك للجهاد، هل يستأذن الإنسان والديه علماً أنهما لن يوافقا على ذلك؟ لقد وجهت لكم السؤال أكثر من مرة إليكم- والسائل مسلم من مصر؟

صلى الله عليه وسلم لا يجوز الجهاد إلا بأذن الأبوين، وفي الحديث الصحيح: {أن رجلاً جاء من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أحيٌ والداك؟ قال: نعم قال: ففيهما فجاهد} وفي رواية: {أنه قال: يا رسول الله، جئت إليك من اليمن، فتركت أبواي يبكيان، قال: أرجع فأضحكهما كما أبكيتهما} وفي صحيح البخاري أيضاً: {أنه عليه الصلاة والسلام سُئِلَ عن أفضل الأعمال، قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم أيٌّ؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أيٌ؟ قال: الجهاد في سبيل الله} ولكن بإمكان الأخ أولاً: أن يذهب إلى هناك للدعوة وللتعليم، فإنه من أعظم ألوان الجهاد، وهم أحوج ما يكونون إلى من يعلمهم دين الله عز وجل، فقد خرجوا من جحيم الشيوعية الذي سيطر عليهم أكثر من أربعين سنة، كما أن بإمكان الأخ أن يجاهد معهم بالمال، وقد كتب بعض الإخوة ورقة يقول فيها: لو أن بعض الشباب قاموا بجمع التبرعات من أحيائهم، أو في مسجدهم، أو زملائهم في العمل، وأقول: إن هذه فكرة طيبة جداً، ولنفرض أن ألفاً من الإخوة الذين يستمعون هذا الكلام الآن، انتدب كل واحدٍ منهم نفسه لأن يجمع ما استطاع من التبرعات خلال هذا الشهر، إما من جماعة المسجد الذي يصلي فيه، أو من زملائه في العمل إذا أخذوا الراتب -إن كان ثمة راتب- أو من أقاربه، أو يذهب إلى بعض التجار ويطلب منهم حتى ولو كانوا لا يعرفونه فأقلهم سوف يعطيه ألف ريال -على الأقل- من باب المجاملة، فإذا كان ألف شاب جمعوا لنا كل واحدٍ منهم ألف ريال، فمعنى ذلك أننا جمعنا مليون ريال بكل سهولة ويسر، وعلى الإنسان أن لا يحقر من العمل الصالح شيئاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015