Q هل صحيح ما يقال: أنه في بعض مساجد الرياض مكتوب كلامٌ فيه سب لله سبحانه وتعالى، وما الذي يجب أن يفعل تجاه هؤلاء؟
صلى الله عليه وسلم نعم هذا صحيح، وقد كتب به إليَّ بعض الشباب الذين أعرفهم وهم ثقاة، وشاهدوا هذه الكتابات بأعينهم، وفيها سبٌ لله رب العالمين في محاريب المساجد -والعياذ بالله تعالى- ويبدو أنها أكثر من مسجد، وهذه قد تكون حدثت من بعض الذين يحاربون الله ورسوله ويستفزون المسلمين ويحاولون أن يستثيروا مشاعرهم خاصة في هذا الشهر الكريم، وإذا كان هذا حدث من شخص مجهول وفي مكان خاص وهو لا شك من الأمور الفضيعة العظيمة التي تكاد السماوات أن تتفطر منها وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، وقد قال الله هذا فيمن ادعوا أن لله تعالى ولداً: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} [مريم:88-92] .
أقول: إن الكلام الذي كتب أبشع وأفضع وأشنع مما قاله النصارى بحق رب العالمين، وأعظم وأطم مما قاله اليهود في حق رب العالمين، فإن لله وإنا إليه راجعون.
ثم إني أقول: إن هناك أشياء كثيرة مما ينبغي للمسلمين أن يحتسبوا عليها -الآن- وأن يعلنوا إنكارها قبل أن يسلط الله عليهم ثم يدعونه فلا يستجيب لهم، فإن هذا الإعلام -الذي يغير أخلاق المسلمين وعقائدهم صباح مساء من خلال التلفاز والإذاعة والجريدة والمقالة، ويحارب الكلمة الهادفة الصادقة بكل وسيلة- من أعظم المنكرات التي يجب على كل مسلم أن يحتسب عليها.
وكذلك الربا الذي شاع وانتشر في بلاد المسلمين وأصبحت بيوته أعظم البيوت، فقد أصبحت تناطح السحاب -أحياناً- بارتفاعها وقوتها، وكأنها قلاع أعدت لحرب الله تعالى ورسوله، ومع ذلك قلما نسمع خطبة تحذر من الربا أو درساً في النهي عنه أو بياناًَ يوجه المسلمين إلى تركه، وقلما نسمع صوتاً ناصحاً يطالب وبقوة بوجوب تحويل الاقتصاد إلى اقتصادٍ شرعي إسلامي لا شبهة فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة:278] إن كنتم مؤمنين: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:279] فأمةٌ يحاربها الله تعالى كيف تفلح؟ وكيف تنجح؟ كيف تستقيم اقتصادها؟ وكيف تنتصر على عدوها؟ وكيف تجتمع كلمتها؟