حكم تبييت النية من الليل لصيام الفرض

الحادية عشرة: أن بعض الناس يسمعون أنه لا بد من تبييت النية من الليل لصيام الفرض، وهذا صحيح، فإن صيام الفريضة كصوم رمضان والنذر والكفارة لا بد فيها من أن تبيت النية، أي لا بد للإنسان أن ينوي من الليل أنه سوف يصوم غداً، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمر المتفق عليه: {إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى} والحديث الآخر في السنن وهو صحيح: {لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل} لكن البعض يعتقدون أن تبييت النية لا بد فيه أن يستيقظ قبل الفجر، فلو أن أحدهم نام في الساعة الثانية عشرة ليلاً، أو في الواحدة ليلاً ثم لم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر، ظن أنه لا يجزئه صيام ذلك اليوم، ويقول: لأنني لم أبيت الصيام من الليل، وينسى هؤلاء أو يجهلون أن الليل يدخل بغروب الشمس، هذه واحدة.

ثم إن بعض هؤلاء يجهلون معنى تبييت النية، ويبالغون في ذلك، ويدخل عليهم الوسواس، والصواب أن المسلم الذي جرت عادته بصيام رمضان فهو لا يفطر منه شيئاً قط، يكفيه مجرد أن يخطر الصوم على باله، فإن هذا يعني أنه ناو للصيام، ومستحضر له ولم ينو الفطر ولا قطع الصوم، وإنما نوى الصيام لله تعالى، ومنذ دخول الشهر وهذه نيته، أما المبالغة في ذلك، والإسراف والوسوسة، فإنها من كيد الشيطان الذي ينبغي للإنسان أن يسعى في دفعه ما استطاع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015