حكم تحليل الدم في نهار رمضان

ومن ذلك أيضاً ما يسمى: بالتحليل -في هذا العصر- فإذا كان يمكن تأجيل التحليل إلى الليل -أعني تحليل الدم- فهو أولى من أجل براءة الذمة؛ لكن لو كان ذلك غير ممكن فحلل الإنسان الدم في نهار رمضان، فإن صومه صحيحٌ، ولا قضاء عليه ما دام لم يفطر، أما إن قيل له: لابد أن نأخذ الدم وأنت صائم ثم نأخذه وأنت مفطر؛ فحينئذٍ لا يجوز له أن يحلل في نهار رمضان، بل عليه أن يؤجل التحليل إلى الليل إلا أن يكون ذلك لازماً ولابد منه لضرورة؛ فحينئذٍ فإنه يحلل وعليه أن يقضي ذلك اليوم الذي أفطر فيه.

هذا مع أن التحليل -في الغالب- دمٌ يسير لا يقاس بالحجامة التي يخرج بها من المريض دمٌ كثير.

إذاً: الخلاصة في هذه المسألة: هو أن خروج الدم من الصائم بجرحٍ لا يؤثر في صيامه -إن شاء الله تعالى- أما الحجامة فمن أهل العلم من قال: إنها تفطر استدلالاً بحديث: {أفطر الحاجم والمحجوم} ، والجمهور قالوا: لا تفطر استدلالاً بحديث ابن عباس: {احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم} وبحديث أبي سعيد: {أرخص النبي صلى الله عليه وسلم بالحجامة للصائم} أما بالنسبة للتحليل -تحليل الدم- فإنه لا يفطر وإن أمكن تأجيله إلى الليل فهو أحوط وأولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015