الإصابة بالحيض بعد غروب الشمس في رمضان

ثالثاً: كثيرٌ من النساء تسأل عما إذا أصابها الحيض بعد غروب الشمس وبعد الإفطار وقبل أن تصلي المغرب، وتعتقد كثيرٌ كثيرٌ من النساء أنه إذا أصابها الحيض قبل صلاة المغرب، بل بعضهن تقول، قبل صلاة العشاء الأخير، فإنه لا يحسب لها صيام ذلك اليوم، وهذا خطأ أيضاً، فإن الصواب أن الإنسان إذا غربت عليه الشمس تم صومه ولا يضره ما حدث بعد ذلك، فالمرأة -مثلاً- لو أصابها الحيض بعد غروب الشمس حتى ولو قبل أن تفطر بلحظة واحدة فإن صومها صحيح، ويومها لها ولا قضاء عليها، هذا هو الصواب الذي لا شك فيه.

أما ما شاع عند النساء أنها إذا حاضت قبل الإفطار، أو إذا حاضت قبل صلاة المغرب أو إذا حاضت قبل صلاة العشاء أو إذا حاضت قبل أن تفطر وبعد أن أذن المؤذن وغربت الشمس أن عليها أن تعيد صومها فهذا باطل، بل صومها صحيح ما دام أن الشمس غابت وهي طاهرة لم تحض.

ومثل ذلك -أيضاً- أن كثيراً من النساء، خاصةً من كبيرات السن تظن أنه لا يجوز أن تصلي إلا إذا صلى الإمام في المسجد، سواء صلاة الفجر أو غيرها، فتعتقد كثيرٌ من النساء أنه لا يجزئها أن تصلي إلا بعد أن تصلي الجماعة في المسجد، والصواب أنه إذا دخل الوقت جاز للإنسان أن يصلي، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [النساء:103] .

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أن جبريل جاءه، فأمه -في مكة- في أول الوقت وفي آخره، والحديث صحيح، وكذلك صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في أول الوقت وفي آخره وبين لهم المواقيت بقوله وفعله، فإذا دخل الوقت جاز للإنسان أن يصلي.

فالمرأة إذا أذن المؤذن لصلاة الفجر وكان مؤذناً مأموناً جاز لها أن تصلي الفجر، فتصلي الراتبة -راتبة الفجر- ركعتين، ثم تصلي بعد ذلك صلاة الفجر، سواء كان المسجد المجاور لها قد صلى الفجر، أو لم يصل، تأخر أو لم يتأخر، فلا علاقة لصلاة المرأة بصلاة المسجد المجاور لها ولا غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015