أما الرسالة السابعة: فهي تتبرم من كثرة الطلبات والحاجيات وتنوعها مع عدم مراعاة الظروف، فالمرأة قد تطلب أشياء كثيرة على حد تعبير بعضهم من أواني المنزل، ومن تغيير الأثاث، ومن الملابس، ومن الحاجيات لها ولأطفالها ولأهلها ولصديقاتها ولجيرانها، وهدايا إذا قدمت من السفر، وهدايا للعيد، وهدايا لرمضان، وأشياء وأشياء، وتطلب من ذلك شيئاً كثيراً مع أنني موظف صغير، راتبه لا يتجاوز ثلاثة آلاف وهي نفسها تعلم أني مدين، وعليَّ أشياء ترهقني، وعليَّ التزامات وطلبات كثيرة، وهي لا تراعيني في شيء من ذلك، فكأن هذا المبلغ كله يجب أن يصرف في مثل هذه الأشياء، فأين المرأة التي تكون مع زوجها في السراء والضراء، وفي العسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر؟! إنني حين أعتذر عن بعض حاجتها، أو آتي يوماً من الأيام دون أن أحضر لها هدية، أو أعتذر عن بعض الطلبات، إنني أشعر أن الحياة قد تحولت إلى قلقٍ لا يستقر، وتوترٍ لا يهدأ، فالنفس قد أعرضت عني، ووجهها شاحب، وكلماتها مقتضبة، وأحاديثها مختصرة، حتى حاجاتي المنزلية أجد فيها أحياناً نوعاً من التقصير.