ويشكو أخٌ تاسع: من أن مطالب زوجته لا بد أن يتم بأي وسيلة، فإن تم بطيبٍ ورضى، وإلا فثمة وسائل كثيرة، منها أحياناً الحديث المستمر المتصل، فعند الغداء والفطور والعشاء، والصباح والمساء، وعند النوم، وبعد الاستيقاظ، هيه يا فلان لا بد من كذا، لابد من كذا، جزاك الله خيراً أرجوك حاول، وهكذا حتى يشعر في النهاية أنه لابد أن يفعل على الأقل، حتى يرتاح من هذا الكلام الطويل العريض.
وإذا لم يُجد هذا كله؛ تحول الأمر إلى بكاء ودموع وهموم وأحزان، فإذا لم يستجب فإن الحياة حينئذٍ تتحول إلى روتين بارد، لا حديث أو ابتسامات أو تبادل مشاعر أو ود، إنما هي حياة روتينية: عشاء، غداء، نوم، استيقاظ، دخول، خروج، والسبب هو أنك لم تُلبِّ هذا المطلب.
قد يكون الأخ مبالغاً فيما قال، ولكني أحدث الأخوات، وأقول لهن: أنا حين أنقل لكن هذا الحديث، لا أنقله ليسمعه الرجال، كلا! ولكني أنقله وقد تحدث فيه الرجال، حتى تسمعه الأخوات ويعرفن كيف يمكن معاملة الزوج، وكيف يمكن القضاء على مشكلاته، وكيف يمكن التسلل إلى قلبه وإسعاده والحصول على ما يمكن الحصول عليه منه.