السوق

ومن الوسائل التي أصبحت تساهم في ذلك: قضية السوق، واليوم أصبحت أسواقنا عامرة بكثير ممن يرتادونها من الفتيات، والبنين، والشباب، والرجال، وكثير من البيوت -مع الأسف- التي يوجد فيها عناصر صالحة، تجد أن المرأة سواء أكانت زوجة، أو أختاً، تذهب إلى السوق، وتطيل البقاء فيه، وتذهب اليوم لشراء حاجة، وتذهب غداً لتردها، وتذهب بعد غد لتشتري لبنت الجيران مثلها، وتذهب في اليوم الرابع لتشتري لصديقتها مثلها، وتذهب في اليوم الخامس، حتى أصبح الذهاب ديدناً وعادةً لا تستطيع أن تتخلى عنه، مع من تذهب؟! مع السائق، وقد تجلس في السوق ساعات طويلة، لا يدري صاحب البيت أين كان هذا الذهاب، هل كان فعلاً للسوق أم لغير السوق؟! ونحن نفترض السلامة في كثير من الحالات، لكن نضع -أيضاً- احتمال وجود حالات ليست كذلك، ولا يمكن أن تؤخذ على ظاهرها، فلابد من أن يضع الإنسان حماية، فأنا عندما أجد تردداً للسوق، فأولاً: ينبغي أن أباشر هذا العمل بنفسي، فإذا كان أهل البيت يجتاجون شيئاً آتي به، وإذا لم أستطع أذهب معهم، ولا مانع أن أضحي بالوقت من أجل الحفاظ، يا أخي حتى -والله- لو كانت بنتي، أو أختي، أو زوجتي أحميها حتى من النظرة الخاطفة النهمة المسعورة، حتى النظرة، ومن هو الذي لا ينظر؟ أحميها من الكلمة العابثة، حتى لو لم تستجب لها وما التفتت إليها، وأحميها من اليد الطائشة، أحميها من الذئاب المسعورة.

وفي الواقع لو اطلع الإنسان -أحياناً- على بعض القضايا، وبعض الأعمال، وبعض الناس الذين تركوا البيع والشراء في هذه الأسواق، يقولون لي: لا يبيع ويشتري في أسواق النساء إلا مفتون، وهم يعممون هذا الكلام من واقع أنهم وجدوا واقعاً معيناً، ورأوا بأعينهم، ونحن لا نوافقهم على هذا التعميم ولاشك، لكنا نقول: ينبغي أن نضع في الاعتبار أن الإنسان بشر من لحم ومن دم، وإذا كان الإنسان الطيب الخير -أحياناً- قد يفتن، فما بالك بالإنسان الذي ليس كذلك، وليس عنده رادع قوي من إيمانه، ويرى المناظر والمشاهد صباحاً ومساءً، وقد يجد فئاة متطيبة، أو متبرجة، أو متزينة، تجذبه صورتها بأي شكل من الأشكال، فهنا الفتنة ممكنة وقريبة، فينبغي للإنسان أن يحرص على حماية أهل بيته من خلال مراقبة هذه الأجهزة، وغيرها من الأجهزة المؤثرة في المنزل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015