تعليق على منشور نشر في جريدة الوطن الكويتية

وهذا عبارة عن منشور نشر في جريدة الوطن الكويتية بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي السابق إلى الكويت، ولا شك أن بعض الإخوة من الكويت يقولون: إننا بحاجة إلى كلمة تلقونها بهذه المناسبة حيث ترون في هذا المنشور ما يندى له الجبين: العنوان: بسم الله الرحمن الرحيم.

أهلاً بك يا جورج بوش، يقول: من أعماق أهل الكويت نقول: مرحباً بك يا ضيف الكويت العظيم وصحبك الكريم!! إن شعبنا الوفي على انتظار لتعبير صادق عن عرفانه وامتنانه لك يا جورج بوش وللشعب الأمريكي القدير.

فقد كنت يا ضيفنا الكبير رمز شعبك العظيم وبقية الحلفاء الأوفياء والنصير الأول للكويت في محنتها، والمدافع الباسل عن حقها في الحرية والاستقلال.

وأنت الذي صنع التحرير، وأعاد البسمة والأمل إلى كل الكويتيين، سيظل اسمك محفوراً في وجداننا، وسيبقى أثرك بيننا مدى الدهر، واحتفاء بهذه المناسبة الكبيرة تدعو اللجنة التحضيرية لجمعيات النفع العام جموع المواطنين والمؤسسات إلى المشاركة والمساهمة في مهرجان الوفاء كل وفق إمكانياته؛ للتعبير عن التقدير.

ثم يقول هناك: الإعلانات الترحيبية في وسائل الإعلام أسوة بالمناسبات الوطنية.

ثانياً: تشييد وتنصيب الشعارات واللافتات في الشوارع الرئيسية ترحيباً بالضيف الكبير.

ثالثاً: تزيين المباني والمنازل والمقار بالأعلام والصور والإضاءة - صور من؟ صور جورج بوش فسوف يصبح وثناً تعلق صوره في الديوانيات والدوائر الحكومية.

رابعاً: إعداد الشعارات والملصقات ورسوم الأطفال، واللوحات التعبيرية.

خامساً: إرسال البرقيات والرسائل الترحيبية للضيف العظيم وفق ما سيعلن عنه لاحقاً.

سادساً: التجمهر في الأماكن التي سيعلن عنها مع الأعلام والصور واللافتات والأطفال.

فلنهب جميعاً صغاراً وكباراً شيباً وشباناً لنقدم عرفاننا لهذا الرجل العظيم، ولننشد: مرحباً بك يا جورج بوش على أرض الكويت الحرة.

والتعليق على هذا المقال: أن مثل هذا التصرف، ومثل هذا الصنيع، دع عنك الجوانب الشرعية، ودع عنك الأثر العقائدي الذي سوف يحدثه ويحفره في عقول وقلوب الأطفال والصغار والسذج والبسطاء والجهلة، إن مثل هذه الشخصية الكافرة لم تتدخل في الكويت من أجل سواد عيوننا، ولا رغبة في تحريرنا، بل تدخلت من أجل أن يظل النفط يذهب إلى هناك، وتدخلت محافظة للمصالح الأمريكية، وهذا أمر معروف عند الجميع، فأي شيء فعلوه لنا عندما تدخلوا لمصالحهم الخاصة.

إنهم ينظرون إلينا ونحن نعمل مثل هذه الأعمال -الصبيانية- ينظرون إلينا على أن هذه هي عقلية الرجل العربي البدوي المتخلف البسيط الساذج المغفل الذي يتصرف مع الأحداث وفق هذه النظرة البسيطة البعيدة عن الواقعية، والبعيدة عن الإدراك.

ثم أي مصلحة سياسية لكم في مثل هذا العمل؟! إنكم تعرفون أن أمريكا أعلنت قبل عشرة أيام أن دول الخليج -السعودية والكويت- قد تنكرت للجميل الأمريكي الذي فعلته أمريكا حينما تدخلت في حرب الخليج، وأعلن ذلك من قبل جهات رسمية من قبل وزارة الخارجية في الولايات المتحدة.

فهم يريدون منكم ليس أن تستقبلوا هذا الرجل، بل يريدون أن يظل نفطكم واقتصادكم، وأن تظل عملتكم وقفاً على الاقتصاد الأمريكي، يريدون منكم أن تدعموا أمريكا، وأن تحرروا اقتصادها، وأن تسارعوا إلى مد يد العون كلما دعتكم إلى ذلك أسوة باليابان، وأسوة بالدول الأخرى.

فإذا قالت لكم أمريكا: ادعموا بوريس يلتسن في روسيا ضد القوميين المتشددين، قلتم: سمعنا وأطعنا.

وإذا قالت لكم: ادعموا الشيوعيين الطاجيك ضد الديمقراطيين وضد الإسلاميين، قلتم: هانحن نسارع إلى ذلك، وإذا قالت لكم: ادعموا أي حزب سواء في فرنسا، أو في إسرائيل، أو في غيرها ضد حزب آخر، سارعتم إلى ذلك لتكونوا رهن إشارة المصالح الأمريكية ومراكز القرار في الكونجرس وفي مجلس الشيوخ، وفي غيرها.

هذا هو ما يريدونه منكم، أما مثل هذه الصرخات، ومثل هذه التصرفات، ومثل هذه الحركات، فإنها لا تنم عن أكثر من عقلية ساذجة لا تقدم ولا تؤخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015