طريقة تحضير الدروس

Q بالنسبة لمحاضراتكم ودروسكم، فإنه يلاحظ تسلسل المعلومات وتتابعها، فهل يمكن أن يعرف المستمع شيئاً عن طريقة إعدادك لهذه المحاضرات والدروس؟

صلى الله عليه وسلم بالنسبة لما يتعلق بالدروس؛ كدروس بلوغ المرام، فأمرها واضح؛ لأنها مسائل علمية وأحاديث محددة، فيرجع إليها الإنسان في مراجعها، ويمكن أن أقول: إنني أكتب كل ما أريد أن أقوله في هذه الدروس قبل أن أذهب إلى الدرس، ثم ألخص ذلك في ورقة، حتى أضمن ألا يفوتني شيء من هذه المعلومات المهمة، وأنا أقوم بإلقاء الدرس.

أما فيما يتعلق بالدروس العلمية؛ فإنها تمر بمراحل: المرحلة الأولى: مرحلة اختيار الموضوع، وقد كتبت عندي قائمة كبيرة بكل الموضوعات التي في ذهني، حتى لو مرت في ذهني وأنا في أي مكان فإني أحاول أن أسجله، مما يحتاج إليه الناس في أي مجال، كما أنني لا يمكن أن أنكر استفادتي من عدد كبير من المخلصين الذين يواصلونني ويراسلونني، أو يتصلون بي بالهاتف ويقترحون علي موضوعات معينة، وخاصة أولئك الذين يتجاوزون اقتراح العنوان إلى اقتراح عناصر، وتسجيل بعض النقاط المهمة، وبعض المفاهيم الخاطئة، وبعض الأشياء التي تحتاج إلى معالجة، فيساعدونني على تحديد الموضوع.

المرحلة الثانية: بعد ذلك أقوم بتسجيل عناصر الموضوع في ذهني قبل أن أرجع إلى أي كتاب، لأنه قد يكون هناك عناصر في ذهن الإنسان لا يجدها في كتاب محدد، فإذا سجلت العناصر سجلت ما يتعلق بها من نصوص ومعلومات وغير ذلك؛ بدأت الرجوع إلى المراجع، وإضافة ما أريده إلى ما كتبته سابقاً، ثم أستكمل كتابة الموضوع، بتسجيل عناصره، وتسجيل النصوص المتعلقة به، سواء كانت نصوصاً من القرآن الكريم، أو من السنة النبوية، أو من أقوال أهل العلم، أو بعض الأشعار، أو غير ذلك.

ثم أعود فألخصها في ورقة تكون أمامي أثناء الإلقاء؛ لأضمن عدم فوات شيء من هذه المعلومات، التي أعتقد أنها مهمة، وحصل هناك بعض التعب في جمعها، وقد يستغرق إعدادي للموضوع أحياناً يوماً كاملاً أو يومين متواصلين.

أما بالنسبة للمحاضرات، فقد يكون موضوع المحاضرة في الأصل موضوعاً يتطلب معالجات عامة، ولهذا لا يكون فيه من المراجع والمراجعة والتصحيح والكتابة، مثلما يكون في الدروس العلمية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015