الولاء والبراء في الإسلام

Q من الأمور التي أهملت كثيراً في حساب كثير من الدعاة، قضية الولاء والبراء، ولهذا الأمر عدة أسباب فما هو السبيل لإبراز هذه القضية وجعلها في المواقع المخصص لها؟ أرجو الإفادة!

صلى الله عليه وسلمقضية الولاء والبراء أولاً: هي جزءٌ من العقيدة الإسلامية بشكلٍ عام، ولا شك أن العقيدة إذا ضعفت في قلوب الناس، والذي يبرز ضعفها هو الواقع والأحداث المتجددة، فكثير من الناس يخيل إليه أنه مؤمن متمسك، فإذا نزلت المصائب بانت الحقائق، فأما المؤمن فإنه إذا رأى الأحداث قال: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب:22] أما المنافق فيقول: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} [الأحزاب:12] .

التوكل مثلاً كجزء من العقيدة الإسلامية، فقد يخيل أنه متوكل، وقد يقول: توكلنا على الله، بكرةً وعشية؛ لكن إذا جاءت الأحداث، تغيرت قناعته، واهتز توكله، وأصبح قلبه نهباً للخواطر والمشاعر، والإذاعات والإشاعات؛ ويتخذ الأسباب الممكنة، ويسعى إلى الأسباب غير الممكنة، وكأنه مضبوع مسبوع، يركض بلا عقل، قد فقدَ توازنه وثقته واطمئنانه، نحن لا ننكر فعل الأسباب، لكن فرق بين من يفعل الأسباب وقلبه مطمئن واثق، وبين من يركض يسرةً ويمنةً ولا يدري بأي شيء يبدأ، وقلبه قد انهار وتأثر من حدثٍ معين، هذا مثال.

وهكذا مثال الولاء والبراء: الكلام نفسه، قد يقول إنسان مادام في حالة الرخاء والأمن وعدم الحاجة: لست بحاجة إلى هذا يمكن الكافر، وأنا في غنى؛ لكن إذا احتاج إليه في أمر من الأمور ضعف هذا التوكل، وأصبح يقول: هذا أستفيد منه، هذا كذا، وكما قال تعالى: {نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ} [الزمر:8] والأحداث هي التي تبين عن معادن الرجال، وصدق إيمانهم، أو عدم صدقهم، أما السبيل فلا شك أن السبل كثيرة، من أهمها الكلمة التي بعث بها الأنبياء والمرسلون، أن نبين هذا للناس ونجليه من خلال الخطب، والمحاضرات، والدروس، والمجالس، لأن الناس يحتاجون إلى تثبيت، ويحتاجون إلى دعم، ويحتاجون إلى تصحيح مواقفهم، وإذا لم يقم بذلك الداعية والعالم والخطيب، فمن يقوم به؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015