الأشياء التي تؤثر في نظرة المسلمين إلى الموقف الغربي

وهذه بعض الأشياء التي تؤثر في نظرة المسلمين إلى الموقف الغربي: أولاً: الدعم الفعلي غير المشروط لإسرائيل، والالتزام بتفوقها على جميع الدول العربية والإسلامية، وآخر دليل هو تصريح كلنتون في كتابه مصلحة الشعب أولاً، الذي يقول فيه: نؤيد حاجة إسرائيل للاستمرار في تفوقها النوعي والعسكري على خصومها العرب مجتمعين، ويجب على إسرائيل وأمريكا إقامة هيئة عليا مشتركة للتعاون في مجال البحث وتنمية الصناعة، للقرن القادم، ونحن مطالبون بجهد مضاعف لمنع وصول الأسلحة الخطيرة إلى إيران وسوريا وليبيا والعراق لحماية إسرائيل، والقدس هي عاصمة إسرائيل إلى الأبد، والسلام الذي لا يراعي أمن إسرائيل لا يعد سلاماً.

انتهى كلامه.

ألا يؤكد لكم هذا ما قلته لكم قبل قليل، من أن الغرب حين يمنع إيران من التسليح، إنما يمنعها خوفاً على إسرائيل؟ بلى.

ثانياً: دعم الأنظمة العربية العلمانية الموالية للغرب، ودور المخابرات المركزية الأمريكية في ألوان الاضطهاد الذي يلقاه المسلمون واضح جداً، سواء في مصر أو تونس أو الجزائر أو غيرها، وإن كان الغرب لا يمانع أن تشتم تلك الدول أمريكا مقابل أن تؤيدها في الخفاء كما أسلفت.

ثالثا: إيمان الغرب بعقائد ومُثل وأخلاقيات مناقضة ومناوئة للإسلام، وتبنيه لها، سواء فيما يتعلق بدعم الجهود التنصيرية في العالم الإسلامي، أو تصدير أنماط الحياة الغربية القائمة على الإباحة الجنسية، وعلى الحرية الشخصية، وعدم الإيمان بالعفة والطهارة الأخلاقية، سواء عن طريق الأمريكان الموجودين في البلاد العربية والإسلامية، أو عن طريق وسائل الاتصال كالإذاعة والصحف والتلفزة والكمبيوتر والكتاب وغير ذلك، وآخر ذلك أشرطة كمبيوتر شائعة تعرض ألوان الفساد الأخلاقي والدعارة، وموجودة في كل مكان، ويتداولها الناس، أو عن طريق إغراء المسلمين المقيمين في بلاد الغرب بذلك.

رابعاً: الابتزاز الاقتصادي الذي يمارسه الغرب في حق المسلمين، ومصادرة ثرواتهم وخيراتهم، وذلك بأشكال مختلفة معروفة، وبالتالي يدرك المسلمون أن بلادهم وخيراتهم هدف بارز للمطامع الأمريكية الغربية.

خامساً: عدم مصداقية أمريكا والغرب في تبني حقوق الإنسان -كما يدعون- أو حماية الحرية والكرامة، أو القيام بأي مبادرة حقيقية في هذا المجال، فالروح التي يتحرك بها الغرب، لا تختلف أبداً عن الروح الاستعمارية التي كانت قائمة في العالم الإسلامي قبل عشرات السنين، وبصورة واضحة فإن أمريكا دولة نصرانية وهي حامية الصليب، وكذلك الغرب كله، وهم كفار داخلون في قوله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة:254] فكيف تستغرب من كافر وصفه الله بالظلم، أن يظلم غيره، فضلاً أن يظلم من يعتبره عدواً له وهو المسلم؟! بهذا يتبين أنه قبل النظام الدولي الجديد وبعده، كان المسلمون في الحالين هم الخاسر الأكبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015